وقال الشيخ المامقاني ( قده ) : « ولا يختص الإستشفاء بها بمرض خاص ، بل يعم جميع الأمراض والأورام والآلام والأوجاع وغيرها ، مخوفاً كان المرض أو لا ؛ سهل العلاج كان أو عسره ، أو غير ممكن العلاج ، أمكن مراجعة الطبيب أو لم يكن ، والهم والغم والتعب والكسل ونحوها من الآلام النفسانية بحكم المرض إذا بلغت إلى حد صدق معها المرض ، وطريق العلاج حتى في الأمراض الخارجية ، وهو الإستشفاء بالأكل دون اللطخ ، وإن كان اللطخ على العين ونحوه ولا أظن به بأساً . والأظهر إختصاص جواز أكله بصورة الإستشفاء للصحيح أكله سواء كان بشهوة أو بقصد سلامة الأمراض . ولا فرق في كيفية الإستشفاء بين أكله وحده وبين خلطه بماء ونحوه ، وقد ورد خلطه بعسل وزعفران وماء مطر وتفريقة على الشيعة ليستشفوا به (٣١٤) ويجوز التبرك بتربة غيره عليهالسلام من المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بغير الأكل من الإستصحاب للحفظ واللطخ على العين والرأس ونحوهما ، وأما الإستشفاء بالأكل ؛ فلا يجوز بتربة غيره من الأئمة والأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ على الأظهر ، لما ورد عن أبي الحسن موسى عليهالسلام من أنه قال : ( لا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي عليهالسلام ، فإن الله عَزّ وجَلّ جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا ) (٣١٥) .
__________________________
(٣١٤) ـ في كامل الزيارات / ٢٧٢ ، باب ٩٠ ، حديث ٢ : بسنده عن أبي عبدالله البرقي ، عن بعض أصحابنا قال : ( دفعت إليَّ امرأة غزلاً فقالت : إدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلما صرنا إلى المدينة دخلت على أبي جعفر ـ عليه السلام ـ فقلت : جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلاً فقالت : إدفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة ، فقال : إشتر به عسلاً وزعفراناً ، وخذ من طين قبر الحسين ـ عليه السلام ـ واعجنه بماء السماء واجعل فيه من العسل والزعفران وفرقة على الشيعه ليداوا به مرضاهم ) .
(٣١٥) ـ المامقاني ، الشيخ عبدالله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٣٨ ـ ٢٤١ .