إهتم الفقهاء بهذه التربة الشريفة ، بناء على روايات كثيرة وخصوصاً في التبرك والإستشفاء بها ، وقد ذكرت بعض الأحكام في ضمن الأبحاث السابقة وبقيت بعضها ، ويمكن تلخيصها في جواب السؤال التالي :
س / هل يجوز تناول التربة الحسينية لغير الإستشفاء أم لا ؟
ج / قال الفقيه ابن إدريس ( قده ) : « .. ولا يجوز الإكثار منه ، ولا الإفطار عليه يوم عيد الفطر على ما ذهب إليه شيخنا أبو جعفر في مصباحه ، إلا أنه عاد عنه في ( نهايته ) ، فإنه قال : ولا يجوز أكل شيء من الطين على إختلاف أجناسه إلا طين قبر الحسين عليهالسلام ، فإنه يجوز أن يؤكل منه اليسير للإستشفاء به » (٣١١) .
وقال المحقق النجفي (قده) : « وعلى كل حال ، فإنما يجوز أكل طين القبر للإستشفاء دون غيره ولو للتبرك في عصر يوم عاشوراء ويومي عيدي الفطر والأضح ، كما هو صريح بعضٍ وظاهر الباقين .. » (٣١٢) .
وقال الفقيه السبزواري ( قده ) : « يستثن من الطين طين قبر الحسين عليهالسلام للإستشفاء فإنِّ في تربته المقدسة الشفاء من كل داء ، وأنها من الأدوية المفردة ، وأنها لا تمر بداء إلا هضمته . ولا يجوز أكلها لغير الإستشفاء ، ولا أكل ما زاد علي الحِمَّصَة المتوسطة ، ولا يلحق به طين غير قبره من قبور سائر المعصومين عليهم السلام عل الأحوط لو لم يكن أقو ، نعم لا بأس بأن يمزج بماء أو مائع أخر شربة للتبرك والإستشفاء بذلك الماء أو المائع الآخر » (٣١٣) .
__________________________
(٣١١) ـ ابن إدريس ، الشيخ محمد منصور بن أحمد : السرائر ، ج ٣ / ١٢٤ .
(٣١٢) ـ النجفي ، الشيخ محمد حسن : جواهر الكلام ، ج ٣٦ / ٣٦٨ .
(٣١٣) ـ السبزواري ، السيد عبدالأعلى : مهذب الأحكام ، ج ٢٣ / ١٨٢ ـ ١٨٤ .