دنياكم » ، فقد إتخذها حجة لنفي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في العاديات ومنها الطب » (٢٠٢) .
وقد ناقش هذه القاعدة المذكورة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي بقوله : « ونحن نشك في صحة ذلك ؛ إذ مضافاً إلى الإختلاف الظاهر في نصوص الرواية ، كما يظهر بالمراجعة والمقارنة لا بد وأن نسأل :
لماذا يتدخل النبي الأعظم صل الله عليه وآله وسلم فيما لا يعنيه ، وما ليس من إختصاصه ؟ ألا يعلم : أنّ الناس يهتمون بكل كلمة تصدر منه ، ويرتبون الأثر عليها ، ويلتزمون بها ؟!
ولماذا يُعرِّض الناس إلى هذا الضرر الجسيم ؟! ومن هو المسئول عن هذه الأضرار التي سببتها مشورته تلك ؟... ثم إنه كيف يقول ذلك لهم وهو الذي أمر عبد الله بن عمرو بن العاص بأن يكتب منه كل ما يسمع ؛ فإنه لا يخرج من بين شفتيه إلا حق ؟ والرواية معروفة جداً ؛ ولذا فلا حاجة إلى ذكر مصادرها .
وأيضا ... هل يمكن أنْ يُصدّق أنه صل الله عليه وآله وسلم وقد جاوز الثلاث والخمسين سنة ، وهو يعيش في المنطقة العربية ـ هل يمكن أنْ تصدق : أنه لم يكن يعرف تأثير النخل وفائدته وأنّ النخل لا ينتج بدونه ؟! وكيف لم يسمع طيلة عمره المديد شيئاً عن ذلك ، وهو يعيش بينهم ومعهم أو على الأقل بالقرب منهم ؟!.
وأخيراً هل صحيح : أنه ليس على الناس أنْ يطيعوه في أمور دنياهم ؟ وأنه كان يقول برأيه ؟! وهل صحيح : أنّ الإسلام يفصل بين الدين والدنيا ،
__________________________
(٢٠٢) ـ البار ، الدكتور محمد علي : خلق الإنسان بين الطب والقرآن / ٣٨٤ ـ ٣٨٥
: هل هناك طب نبوي .؟ / ٣٣ ـ ٣٤