وهي معبأة للجهاد والتحرير ، وليس لها من مناهج صحية إلا ما تنفذه بإسم الدين في فجر الإسلام قبل نهضتها الحضارية الدنيوية الكبرى » (٢٠٠) .
وقال أيضاً :
« إني نتيجة دراستي الطب النبوي أُرجِّح أنّ بعضها من الأول ، كقوله عليه الصلاة والسلام : ( الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين ) ، فهو إلهام روحي من الله تعالى ، وتنبيه مدى الأيام لإجراء بحث علمي لتعيين طريقة إستحصال ماء الكمأة ، وتيين المرض العيني الذي يستفيد منها . ولم يعرف عن العرب قبل الإسلام ، ولا عن الطب اليوناني أو غيره ، فوائد لماء الكمأة في أمراض العين .
وقد يكون الدواء ( أو الطريقة العلاجية ) معروفاً لدى قومه عليه الصلاة والسلام ، فيقرهم وينبههم على أهميته ، أو لا يقرهم عليه . كل ذلك بوحي أو إلهام من الله تعالى ؛ لأنّ تصحيح الأخطاء الشائعة في المداواة الشعبية ، هو من مهمات الدولة ومن مهمات الرسول عليه الصلاة والسلام » (٢٠١) .
بعد أنْ ذكرنا آراء السنة حول الطب النبوي ، وكان التركيز في ذلك على مقالة « ابن خلدون » ومدى مناقشتها من قبل علماء الطب المعاصرين ، فلابد من مناقشة أصل القاعدة التي إعتمدها « ابن خلدون » ومن سار على نهجه ، وقد عَبّر عنها الدكتور البار بقوله : « وأخطر ما في قول ابن خلدون ومن نحا نحوه ، تركيزه على قوله صل الله عليه وآله وسلم : « أنتم أعلم بشئوون
__________________________
(٢٠٠) ـ النسيمي ، الدكتور محمود ناظم : الطب النبوي والعلم الحديث ، ج ١ / ١٤٩ ـ ١٥٠ .
(٢٠١) ـ نفس المصدر ، ج ٣ / ٤٠ ـ ٤١ .