قالوا : وكان أعرف الناس بكتب الأنساب إمام الأمة محمد بن إدريس الشافعيّ (١٠٣) ، رضي الله تعالى عنه.
ولما هجت قريش الأنصار أرسل الأنصار حسان بن ثابت (١٠٤) إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فجاء إليه وقال : يا رسول الله ، إن قومي حملوني على إجابة قريش ، أفتأذن لي؟ فقال : قد أذن الله لك ولقومك ، فأجيبوا من تعرض لكم ، وهل أنت هنالك يا حسان؟! فأخرج لسانه وضرب به روثة أنفه (١٠٥) ، ثم حطّ فضرب به بين ثدييه ، ثم قال : والذي بعثك بالحق نبيا ، إني لأظن أن لو
__________________
مؤرخ باحث متصوف ، من شافعية اليمن ، نسبته إلى يافع من حمير ، ومولده ومنشؤه في عدن ، حجّ سنة ٧١٢ ه ، وعاد إلى اليمن ، ثم رجع إلى مكة سنة ٧١٨ ه فأقام ، وتوفي بها ، من كتبه : مرآة الجنان وعبرة اليقظان وغيرها (الأعلام ٤ / ٧٢) و (غربال الزمان ٧).
(١٠٣) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله (١٥٠ ـ ٢٠٤ ه) ـ (٧٦٧ ـ ٨٢٠ م) : أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وإليه نسبة الشافعية كافة ، ولد في غزة بفلسطين ، وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين وزار بغداد مرتين ، وقصد مصر سنة ١٩٩ ه فتوفي بها ، وقبره معروف في القاهرة. قال المبرد : كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات ، وقال الإمام أحمد بن حنبل : ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة. وكان من أحذق قريش بالرمي ، يصيب من العشرة عشرة ، برع في ذلك أولا كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ، ثم أقبل على الفقه والحديث ، وأفتى وهو ابن عشرين سنة ، وكان ذكيا مفرطا ، له تصانيف كثيرة أشهرها كتاب الأم. (الأعلام ٦ / ٢٦).
(١٠٤) حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري ، أبو الوليد (... ـ ٥٤ ه) ـ (... ـ ٦٧٤ م) : الصحابي شاعر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية ، ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة ، واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة ، قبل الإسلام ، وعمي قبل وفاته ، وكان شديد الهجاء ، فحل الشعر (الأعلام ٢ / ١٧٦).
(١٠٥) روثة أنفه : طرف أرنبته.