وجيه الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الثابت صاحب الدارات ، وصارت إقامته هناك إلى وقت هذا التاريخ.
ومنهم الفقيه الفاضل ، العالم العامل ، المشهور بالصلاح والكرامات وخوارق العادات ، صاحب الجاه الوسيع والمقام السامي / الرفيع عماد الدين قدوة المسلمين ، يحيى بن عمر بن عثمان الذيابي (٩٧) صاحب الضنجوج ، فقيها صوفيا عالما مربيا سلك طريق الصلحاء المتقدمين ، وفاق على أبناء جنسه من المتأخرين بالعلم والعبادة ، والورع والزهادة ، والذكاء والمروّة والسخاء والفتوّة ، اتفقت بيني وبينه صحبة وأخوة في الله عز وجل ، في أيام البداية والاشتغال بالعلم الشريف ، وحصل لي منه إشارات وبركات ودعوات صالحات.
قرأ على جماعة من العلماء العارفين ، منهم الفقيه العالم بدر الدين حسن بن عثمان المنبهي ، ومنهم الفقيه العالم تقي الدين عمر بن موسى العلوي الشمسي ، ومنهم الفقيه العالم تقي الدين عمر بن مسعود البهكني (٩٨) ، ومنهم الفقيه برهان الدين ، أبو محمد بن إبراهيم الجرمي.
كانت له (٩٩) همة علمية في مطالعة علوم الصوفية ، فتربى بمطالعتها واستفاد ، وبلغ غاية المراد ، وصحب بعضهم ، واكتسب منه الأخلاق والآداب ، وصار قدوة لذوي الألباب ، وقد قلت في صفاته الحميدات هذه الأبيات : [الطويل]
__________________
(٩٧) يحيى بن عمر بن عثمان الذيابي : هو في (العسجد المسبوك ٥١٧) : الشيخ الصالح يحيى بن عمر الريابي صاحب الضنجوج ، أقام عنده مستجيرا به الملك المظفر الصغير يوسف بن الملك المنصور عمر بن الملك الأشرف إسماعيل بن العباس عند نفوره من ابن عمه المنافس له في الملك.
(٩٨) البهكني : هكذا في الأصل ، وربما كان تحريفا عن (البهكلي) فهناك في اليمن في المخلاف السليماني أسرة آل (البهكلي) ومنها المؤرخ علي بن عبد الرحمن بن حسن البهكلي (الأعلام ٤ / ٢٩٩).
(٩٩) كانت له : أي ليحيى بن عمر بن عثمان الذيابي المتقدم ذكره.