وكانت له سيرة محمودة ، وفضائل مشهودة / تفقه عليه جماعة من طلبة العلم ، وقرأت عليه عدة كتب من مسموعات الفقه والفرائض ، واستفدت من مذاكرته فوائد جمة ، فجزاه الله عني خيرا ، وعامله باللطف والرحمة. آمين. آمين.
ومنهم الفقيه العابد الزاهد جمال الدين محمد بن مسعود الجهمي كانت إقامته في المحار (٨٩) في جبل الفخار ، كان من الأولياء المعدودين والفقهاء الصالحين ، كثير الصوم والصلوات والأذكار والتلاوات والتخلق بأنواع العبادات والحرص على كسب الحسنات وغفران السيئات ، صاحب جد واجتهاد ومكابدة نوم وسهاد.
ومنهم الفقيه الكبير الفاضل الشهير إمام الأئمة وقدوة الأمة ، تقي الدين عمر بن علي الذيابي (٩٠) ، وهو الذي أسس عمارة الضنجوح ، وبنى المدرسة ، كان فقيها فاضلا صالحا ، متصديا لتدريس العلم وتحصيل الكتب.
أخبرني من أثق به عن القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن عمر الحبيشي (٩١) أنه قال : قرأت البيان (٩٢) في الفقه من أوله إلى آخره على الفقيه العالم تقي الدين عمر بن علي الذيابي ، وكان ختمي له على المصلى تحت الطرة بالعلّانة (٩٣).
__________________
(٨٩) المحار في جبل الفخار : هكذا في الأصل.
(٩٠) عمر بن علي الذيابي سبقت ترجمته في التعليق (٢٤) من هذا الباب.
(٩١) عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله بن سلمة الحبيشي ، أبو محمد (... ـ ٧٨٧ ه) ـ (... ـ ١٣٨٥ م) : قاض ، من فقهاء الشافعية باليمن ، ولي القضاء في جهة أصاب ، له مصنفات (الأعلام ٣ / ٣١٩ ـ ٣٢٠).
(٩٢) البيان في الفقه ليحيى بن سالم (أبي الخير) ابن أسعد بن يحيى أبو الحسين العمراني (٤٨٩ ـ ٥٥٨ ه) ـ (١٠٩٦ ـ ١١٦٣ م) : له تصانيف كثيرة ، توفي بذي سفال في اليمن (غربال الزمان ٤٣٦) و (الأعلام ٨ / ١٤٦).
(٩٣) العلانة : من نواحي ذمار باليمن حصن أو بلد (معجم البلدان ٤ / ١٤٥) وهي قرية عامرة من مخلاف الأتلاء وأعمال ذمار ، وفي عزلة ريمان من مخلاف بعدان وأعمال إب قرية تعرف بالعلانة (البلدان اليمانية ١٩٩).