بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين
قد استدلّ السيد جعفر مرتضى العاملي في العدد الثاني من « تراثنا » ص ٩٧ ـ ٩٨ ضمن موضوعه « لمن هذه الكتب ؟ » لعدم صحّة انتساب « سرّ العالمين » إلى أبي حامد الغزّالي بأدلّة ثلاثة . . .
ونحن الآن لسنا بصدد إثبات صحة نسبة الكتاب إلى الغزّالي أو نفيه عنه . وقد نسبه إليه سبط ابن الجوزي في « تذكرة خواص الاُمّة » ص ٣٦ طبع إيران ، قال : « وقد ذكر أبو حامد الغزّالي في كتاب ( سرّ العالمين وكشف ما في الدارين ) ألفاظاً تشبه هذا ، فقال : قال رسول الله صلّی الله عليه وسلّم لعلي عليه السلام يوم غدير خمّ . . . » .
وقد أفاد الباحث : « وإن كانت عبارة ( تذكرة الخواصّ ) التي ذكرها كاتب مقدّمة كتاب ( سرّ العالمين ) ليس فيها دلالة على ذلك » .
ولكن عند المراجعة نجد العبارة بعين ما ذكرناه آنفاً في ص ٣٦ من « تذكرة خواصّ الاُمّة » .
ويذكر الاُستاذ عبد الرحمٰن بدوي في كتابه « مؤلفات الغزّالي » في القسم الأول ، كتب مقطوع بصحّة نسبتها إلى الغزّالي مرتّبة حسب تاريخ تأليفها ، من رقم ١ إلى رقم ٦٩ .
وذكر في ص ٢٢٥ تحت رقم ٦٧ « سرّ العالمين وكشف ما في الدارين » .
ونقل أيضاً في ص ٥٣١ عن ج ١٢ من « سير النبلاء » لشمس الدين أبي عبد الله أحمد بن عثمان الذهبي ـ المتوفّى سنة ٧٤٨ هـ ـ مصوّر بدار الكتب المصرية برقم ١٢١٩٥ ح ، في ترجمة الغزّالي : « لأبي مظفّر يوسف ، سبط ابن الجوزي في كتاب ( رياض الأفهام في مناقب أهل البيت ) قال : ذكر أبو حامد في كتابه ( سرّ العالمين وكشف ما في الدارين ) . . . . » .
ونسبه إليه أيضاً المولى محسن الفيض الكاشاني ـ رحمه الله ـ في « المحجّة البيضاء » : « وإنّما رزقه الله هذه السعادة في أواخر عمره كما أظهره في كتابه المسمّى بـ ( سرّ العالمين ) وشهد به ابن الجوزي الحنبلي » (١) . مع أنّ آل الجوزي كانوا شديدي
____________________________
(١) المحجّة البيضاء ج ١ ص ١ .