الجوامع
الحديثيّة ، وجدوا أنفسهم في غنىً عن علم الرجال وعلم الدراية الذي يبحث عن أحوال الحديث .
وهذا المحور من
الخلاف متفرّع عن المحور السابق .
٧ ـ المشهور بين
المجتهدين جريان البراءة في الشبهات التحريميّة .
وخالفهم الأخباريّون
وقالوا بوجوب الاحتياط فيها ؛ أخذاً بظاهر الأدلّة الآمرة بالتوقّف والاحتياط في الشبهات .
وأجاب عنهم المجتهدون
بـ : أنّ التأمّل الوافي في الروايات المشار إليها يعطي أنّ الأمر بالتوقّف فيها إرشاديٌّ لا مولوي ، ومقتضىٰ حديث الرفع
وغيره هو البراءة .
هذا ، وهناك خلافات اُخر
لعلّها لا تكون إلّا بين الأخباريين وجمع من الاُصوليين لا جميعهم ، وذلك مثل : حجّية الإجماع المنقول .
كما أنّه قد تذكر
نماذج من مسائل فقهيّة بعنوان الخلاف بين الفريقين ؛ وهي أيضاً متفرّعة عن بعض الخلافات المتقدّمة في المسائل الاُصوليّة .
نحن والكتاب :
ثم إن الجهود التي
كرّسها الوحيد ـ نوّر الله مرقده ـ قد أينعت وأتت بالثمر العظيم وعلىٰ مختلف المجالات ، سيّما مجال التصنيف ، الذي عاش ـ ولا زال ـ عصراً باهراً يمتاز بالتكامليّة ، المقرونة بالدقّة الفائقة ، والضبط الرفيع ، والقواعد المحكمة ، وكثرة الفروع وتشعّبها ، ومتانة الاستنباط .
ويعدّ كتابنا «
رياض المسائل »
خير نموذج وأوضح مصداق يجمع ـ وبشكل شامل ـ بين مباني الوحيد وخصائص مرحلة التكامل ، فإنّ مصنّفه