النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعائشة كان في السنة الأولى على رأس ثمانية أشهر من الهجرة
في شوال. وفي الموطأ والبخاري ومسلم والنسائي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاءته امرأة فقالت : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إني قد وهبت نفسي لك. فقامت قياما طويلا ، فقام رجل فقال
: يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل عندك من شيء تصدقها إياه؟» فقال : ما عندي إلا إزاري
هذا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
«إن أعطيتها اياه
جلست بلا إزار لك فالتمس شيئا». فقال : ما أجد شيئا فقال : «التمس ولو خاتما من
حديد» ، فلم يجد شيئا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: «هل معك من
القرآن شيء؟» قال : نعم سورة كذا وكذا لسور سماها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد أنكحتها بما معك من القرآن» . يقال هذه المرأة كانت خولة بنت حكيم ويقال أم شريك.
وفيه من الفقه :
أن السلطان وليّ من لا وليّ له.
وفيه إباحة النكاح
بالعروض ، وكذلك في نكاح علي فاطمة رضياللهعنها.
وفيه إجازة الأجرة
على تعليم القرآن ، وهذا الحديث منسوخ عند ابن حبيب. وقال غيره : هذا من خواص
النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ولم يأخذ به أحد من الصحابة ولا التابعين ولا الفقهاء غير
الشافعي ، ولعل المرأة قد كانت تحفظ تلك السورة بعينها وهي إنما كانت رضيت بالنبيّ
صلىاللهعليهوسلم وله وهبت نفسها ، ولم يتزوج أحد من الصحابة بأقل من خمسة
دراهم ، وهو عبد الرحمن بن عوف تزوج بزنة نواة من ذهب ، وهي خمسة دراهم . وذكر ابن المنذر في الأشراف أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم تزوج أم سلمة على متاع يساوي عشرة دراهم. وفي وثائق ابن
العطار : أربعمائة درهم. وفي النوادر وغيرها أن النبيّ عليه الصلاة والسلام تزوج
أم حبيبة بنت أبي سفيان وأمهرها أربعة آلاف درهم.
وفيه أيضا أنه
أمهرها أربعمائة دينار ذهبا.
«حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم»
في منع علي بن أبي طالب أن يتزوج على فاطمة رضياللهعنها
في البخاري ومصنف
أبي داود والواضحة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل بن هشام فاستأذن بنو
هشام ابن المغيرة في ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم
فلم يأذن لهم ،
وخرج النبيّ صلىاللهعليهوسلم مغضبا حتى رقى المنبر ، واجتمع الناس إليه ، فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد فإن بني هشام ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا
ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن
يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني يريا بني ما أرابها ،
__________________