قال الفاكهي : البيت الذي ولد فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة كان في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج ، فلم يزل على
حاله حتى قدمت أم الخليفتين موسى وهارون وهي الخيزران فجعلته مسجدا يصلّى فيه ،
وأخرجته من الدار.
وذكر بعض المكيين
: أن ناسا سكنوا هذا البيت ثم انتقلوا منه فقالوا : والله ما أصابتنا فيه جائحة
ولا حاجة ، فلما خرجنا منه اشتد علينا الزمان.
قال عبد الله بن
العباس : بعثني أبي العباس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
فبت عنده ، فسمعته
يدعو : اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها شملي ، وتلم بها شعثي
، وترد بها الفتن عني ، وتصلح بها حالي ، وتحفظ بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ،
وتبيض بها وجهي ، وتزكي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وتعصمني بها من كل سوء.
اللهم أعطني إيمانا صادقا ، ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في
الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ، ونزل الشهداء وعيش السعداء ،
ومرافقة الأنبياء ، والنصر على الأعداء .
ولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الإثنين بمكة ، لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام
الفيل يوم عشرين من نيسان ، ونبئ يوم الإثنين وهو ابن أربعين سنة. قاله مالك وغيره
من أهل العلم.
قال البرقي محمد
بن عبد الله بن عبد الرحيم ويقال : أنزل عليه القرآن وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
قال مالك توفي
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول ، وهو ابن
ستين سنة. رواه مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس .
وذكر البخاري عن
عروة عن عائشة : أنه توفي صلىاللهعليهوسلم
ابن ثلاث وستين
سنة. أقام بمكة خمس عشرة سنة ، وبالمدينة عشرا . وزاد ابن عبد البر في كتاب التمهيد : أن الوليد بن مسلم
روى عن شعيب عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد المطلب ختن النبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم سابعه ، وجعل له مأدبة وسماه محمدا. وفيما روي عن ابن
وضاح فقالت قريش : لم سميته محمدا وتركت اسمك وأسماء آبائك؟ فقال : ليحمده أهل
السموات والأرض.
__________________