ولعل هذا القول هو الذي أشار إليه الزجاج ، حين قال : معنى تخريبها بأيدي المؤمنين : أنهم عرضوها لذلك (١).
وكان المسلمون يخربون ما يليهم ويحرقون حتى وقع الصلح (٢).
وقال البعض : «كانوا ينظرون إلى منازلهم فيهدمونها ، وينزعون منها الخشب ، ما يستحسنونها ، فيحملونها على إبلهم ، ويخرب المؤمنون بواقيها ..
إلى أن قال : قال ابن زيد : كانوا يقلعون العمد ، وينقضون السقف ، وينقبون الجدر ، وينزعون الخشب حتى الأوتاد ، ويخربونها ، حتى لا يسكنها المؤمنون ، حسدا وبغضا» (٣).
وقيل : إن سبب خرابهم لبيوتهم حاجتهم إلى الخشب والحجارة ، ليسدوا بها أفواه الأزقة ، وأن لا يتحسروا بعد جلائهم على بقائها للمسلمين ، وأن ينقلوا معهم ما كان في أبنيتهم من جيد الخشب ، والساج المليح. أما المؤمنون فداعيهم
__________________
(١) مجمع البيان ج ٩ ص ٢٥٨ والبحار ج ٢٠ ص ١٦١ عنه ، وجوامع الجامع ص ٤٨٦ وراجع : مدارك التنزيل (بهامش لباب التأويل) ج ٤ ص ٢٤٥ وفتح القدير ج ٥ ص ١٩٦ والتفسير الكبير ج ٢٩ ص ٢٨١ والكشاف ج ٤ ص ٥٠٠.
(٢) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٧٤.
(٣) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٢ وراجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٦٢ ولباب التأويل ج ٤ ص ٢٤٥ والجامع لأحكام القرآن ج ١٨ ص ٤ عن الزهري وعروة بن الزبير ، وابن زيد والتفسير الكبير ج ٢٩ ص ٢٨١ و ٢٨٠ وقول ابن زيد في : غرائب القرآن المطبوع بهامش جامع البيان ج ٢٨ ص ٣٥ وكذا في فتح القدير ج ٥ ص ١٩٦.