وتذكر بعض النصوص إحصائية لما حصل عليه المسلمون من سلاح ، فتقول : «فوجد من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة ، وثلاثمائة سيف ، وأربعين سيفا» (١).
ومن الواضح : أن في ذلك قوة للمسلمين الذين يواجهون العدو المتربص بهم ليل نهار وفي كل اتجاه.
ثم هو إضعاف لعدوهم ، ماديا ومعنويا ، وله تأثيرات سلبية على معنويات كل أولئك الذين يتعاطفون معهم ، ويميلون إليهم.
ومن وجهة نظر مبدئية ، وعقيدية ، فإن السلاح لا يكون إلا للمؤمنين ، وهم وحدهم الذين يملكون الحق في السلاح ، لأنهم إنما ينصرون به الحق ، ويدمرون به الباطل.
أما الآخرون فعلى العكس من ذلك ، ولا أقل من أن السلاح ـ إذا كان بأيدي غير المؤمنين ـ فإنه تصبح له حالة ردع تلقائية ، وتخوف في قلوب المؤمنين الذين لا بد لهم أن يعملوا على نشر الدين ، وإعزازه ، واستئصال الباطل وإذلاله.
حزن المنافقين :
وإن ما جرى لبني النضير ، وهم أعز يهود منطقة الحجاز ، قد جعل المنافقين ، الذين كانوا يلتقون معهم في العداء للإسلام ، والخلاف له وعليه ،
__________________
(١) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٨ والوفاء ص ٦٩٠ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٦ عن الكازروني وغيره ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٦٢ وزاد المعاد ج ٢ ص ٧٢ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٧٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٨.