بسم الله الرحمن الرحيم ، رب الخلق أجمعين ، والصلاة والسلام وأعظم التحيات والإكرام على شرف الأئمة وأجملهم ، وأكبر الأبناء وأعرفهم ، وأحسن الخلفاء وأفرسهم ، الإمام الأكبر ، الكبريت الأحمر ، سيدنا ومرشدنا الإمام علي الأعلى صاحب سيف ذي الفقار ، لعن الله من عاداه والويل ثم الويل لمن آذاه وطوبى لم أجاب دعاه وبعد ، هذا كتاب من أسعد (١) البخاري ، نسيب الجدين ، وأصيل (٢) النسبتين ، إلى أخينا الأمير الدريعي ابن خنكار ، والثاني نعرفكم أنه حضر إلى بلادنا وداس ترابنا أخونا الأمير الدريعي ابن شعلان ، من سكان ديرة بغداد والشام ، فحضر من بلاده إلى عندنا ، يقصد صحبتنا ومعرفتنا ، ويريد محبتنا. فحل ضيفا علينا (٣) وأكل خبزنا وأجرى المحبة معنا. ونحن أكدنا له [محبتنا] ، وصحبناه وأعطيناه كلاما وثيقا وصار كواحد منا. فكما استحسنت هذا الأمر الذي سيؤول فيما بعد إلى نجاحنا ، كذلك أريد منك أن تفعل معه كما فعلت أنا ، وترى الورقة التي بيده منا ، وتعمل بموجبها ، وإياك الخلاف فتخرج من خاطرنا ، وتكون خالفت قول سيدنا الإمام الأعظم كما هو معلوم ، وقوله تعالى في الجفر الجامع والنور اللامع لا تكرهون شيئا فعسى هو خير لكم (٤). فأنا أعرف أن الاتحاد مع هؤلاء الناس به خير لكم وللعرب أجمعين والسلام.
فأرسلنا بالكتاب حالا مع الهجان الذي جاء به للرديني ، وكان المذكور بعيدا عنا نحو عشر ساعات فقط. وكان معه مكتوب آخر من سعد للدريعي ، مضمونه محبة وسؤال عن خاطر وجواب مكتوبنا ، وبه يعرفنا بمزايا الرديني ، وأنه يحب المكسب والبراطيل. فقال ١ / ١٠٣ الدريعي : سبحان الله ، من جملة مزاياه الرديئة أنه يحب البرطيل ويقبل الرشوة / فالله يعيننا عليه. وقد كنا تأكدنا من مكتوب سعد أن الجماعة روافض (٥) لأن الإمام علي مكرم عندهم إلى هذا الحد ، وهذا شيء معلوم أنهم يحبون الإمام علي كما يحبون الله. وسعد من هذه الملة. والشيء الذي جعله يحبنا ويرضى بالشروط فهو الشرط الأول المكتوب في ورقة الشروط لأنه يشعر بعدم البحث والكلام بأمور الديانة. وقد لاحظنا حين قرأنا له الشروط أنه سرّ
__________________
(١) أسعد ، كذا.
(٢) «واصلين».
(٣) «فانضاف عندنا».
(٤) الآية : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
(٥) «أرفاض».