[رسالة من عبد الله بن سعود]
ثم رحلنا وقطعنا الفرات من مقطع بالقرب من بلد يقال لها هيت ، وصرنا بالحماد ، قاصدين تدمر وبر الشام ، وإذ مقبل علينا هجان وبصحبته مكتوب إلى الدريعي من عند الوهّابي من غير ختم ، هذا من جملة عاداتهم (١) أنهم يبقون مكاتيبهم مفتوحة من غير ختم. وكان طول المكتوب نحو شبر وعرضه ثلاث أصابع ، وهذا من جملة نظام الوهّابي أن يصغر مكاتيبه حتى تكون بضد مكاتيب العثماني وفرماناته الكبار. وكان بهذه الألفاظ لا غير :
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، خالقك ومفرق أصابعك ، من بعد أن نقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له. من عبد الله ابن عبد العزيز ابن عبد الوهاب ابن سعود (٢) القائم بسيف الله على القوم المشركين ، لإشهار حقيقة الدين (٣) ، إلى ولدنا الدريعي ابن شعلان أهداه الله إلى الصراط المستقيم أمين. نعلمك يا ابن شعلان إن كنت تؤمن بالله وحده ولا تشرك به أن تطيع أمر عبد الله ، القائم بأمر الله ، وتحضر حالا إلى عندنا وترفع من ٢ / ١٠٤ بالك كامل الوساوس ، وأنت عندنا بأعز منزلة وقبول ، / فقد صفحنا عن جميع زلاتك ، وغفرنا وسامحنا كامل سيآتك (٤). فإن حضرت إلى عندنا جعلناك واحدا منا. وإياك والعناد فإنه
__________________
(١) أي عادات الوهابيين.
(٢) كذا والنسب خطأ ، والصواب : عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود.
(٣) «لاشتهار حقيقة والدين».
(٤) «سيادتك».