٢
ـ ( منهاج السنّة النبوية )
لابن تيميّة الحنبلي ، فانّه قال ـ بصدد بيان كثرة فرق الشيعة ـ : « وقد صنّف الحسن بن موسى النوبختي وغيره في تعديد فرق الشيعة »
، وهذا النصّ لا يدلّ إلّا على أنّ النوبختي وغيره قد صنّف كتاباً فيه تعداد الفرق الشيعية من دون دلالة على أن إسم المصنّف هو ( فرق الشيعة ) ، فقد يكون ابن تيميّة وقف على كتاب النوبختي الذي ذكره النجاشي بعنوان ( الردّ على فرق الشيعة ما خلا الاماميّة ) .
على أنّه من المحتمل أنّ ابن تيميّة لم
يقف إلّا على ذكر النجاشي لفرق الشيعة للنوبختي وغيره ، ولم يقف على أصل المصنفّات ، فلم يدلّ هذا النصّ على وجود كتاب للنوبختي عند ابن تيميّة ، فضلاً عن كونه باسم ( فرق الشيعة ) .
٣
ـ ( الدروس الشرعية في فقه الامامية )
للشهيد الأول العاملي ، فقد ذكر في الدرس الثاني من كتاب الوقف ، عند تعيين الموقوف عليهم ، ما نصّه : « والشيعة من شايع علياً عليه السلام في الامامة بغير فصل ، وقد جعلهم ابن نوبخت هم المسلمين ، وكمل منهم الفرق الثلاث والسبعين »
.
وظاهر هذا النصّ أنّ الشهيد إنّما اطّلع
على كتاب للنوبختي يتضمّن البحث عن حصر المسلمين في الشيعة ، ومحاولته أن يحصر فيهم الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله عن أنّها هالكة وفي النار إلّا فرقة واحدة ، وعليه
فمن المحتمل أن يكون الشهيد قد وقف على كتاب النوبختي الآخر ( الردّ على فرق الشيعة ما خلا الامامية ) حيث أنّ النوبختي نفسه كان إمامياً ، فلا بدّ أنّه تصدّى
للردّ على الفرق الاثنين والسبعين وإثبات نجاة فرقته الامامية .
على أنّ هذا الاحتمال أنسب بما ذكره
الشهيد من كون الكتاب الذي وقف عليه هو فرق الشيعة المطبوع ، وذلك لأنّ المطبوع جاء فيه ما يلي : « . . . فانّ
فرق الاُمّة كلّها المتشيّعة وغيرها اختلفت في الامامة في كل عصر ووقت . . . منذ قبض الله
محمداً صلّى الله عليه وآله »
.
وهذا يدلّ على أنّ ( الاُمّة ) التي هي
عبارة اُخرى من ( المسلمين ) تصدق عند مؤلف هذا الكتاب على الشيعة وغيرهم ، فلايناسب الحصر الذي نقله الشهيد عن النوبختي .
مضافاً إلى أنّ الموجود من الفرق في
كتاب ( فرق الشيعة ) المطبوع لا يوافق العدد المذكور ، فانّه إمّا أن يزيد عليه بكثير إن عدّت الفرق الفرعية في كل عصر و
وقت ، وإمّا أن ينقص منه بكثير إن اقتصر على الفرق الأصلية .
فلا بدّ أن يكون ما وقف عليه الشهيد غير
هذا المطبوع جزماً ، كما أنّه لم يتعيّن لنا اسم الكتاب الذي رآه .