ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : انهبوا ، فنهبنا ، فبينا نحن ننهب إذ دخل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وجهه ، ثم قال : إنّ الله أمرني أن اُزوّجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول الله .
قال أنس : فقال رسول الله : جمع الله شملكما ، وأسعد جدّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيّباً .
قال أنس : فو الله لقد أخرج منهما كثيراً طيّباً .
الباب الرابع
في إخبار النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن كون عليّ مزيّناً من عند المولى بالزهد في الدنيا
٦ ـ أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ببغداد ، أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصفهاني ، أنبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ، أنبأنا محمد بن جرير ، أنبأنا عبد الأعلى بن واصل ، أنبأنا مخوّل بن إبراهيم ، أنبأنا عليّ بن حزّور ،
عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا عليّ ، إنّ الله تعالى قد زينك بزينة ، لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى الله تعالى منها ، هي زينة الأبرار عند الله عز وجلّ : الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئاً ، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حبّ المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعاً ، ويرضون بك إماماً .
الباب الخامس
في دوران الحقّ معه في أحواله وأقواله
٧ ـ أخبرنا والدي رحمه الله ، أخبرنا الشهيد أبو المحاسن الطبري ، أنبأنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن حسّان المنيعي ، أخبرنا أبي أبو علي حسّان ، أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن عليّ الأزدي ، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب وأبو الطيّب بن أبي شيبة ، قالا : أنبأنا بكر بن أحمد بن مقيل ، أنبأنا محمد بن مرزوق ، أنبأنا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال ، أنبأنا المختار بن نافع التميمي ، عن أبي حيّان التيمي ، عن أبيه ،
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه
قال : رحم الله عليّاً ، اللّهمّ أدر الحقّ معه