قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

البحر المحيط في التّفسير [ ج ٧ ]

173/594
*

مفرد اللفظ عند البصريين مثنى المعنى ومثنى لفظا ، ومعنى عند البغداديين وتاؤه عند البصريين غير الجرمي بدل من واو فاصله كلوى ، والألف فيه للتأنيث وزائدة عند الجرمي ، والألف منقلبة عن أصلها ووزنها عنده فعيل. المحاورة : مراجعة الكلام من حار إذا رجع.

البيدودة الهلاك ، ويقال منه : باد يبيد بيودا وبيدودة. قال الشاعر :

فلئن باد أهله

لبما كان يوهل

النطفة القليل من الماء ، يقال ما في القربة من الماء نطفة ، المعنى ليس فيها قليل ولا كثير ، وسمّي المني نطفة لأنه ينطف أي يقطر قطرة بعد قطرة. وفي الحديث : جاء ورأسه ينطف ماء أي يقطر. الحسبان في اللغة الحساب ، ويأتي أقوال أهل التفسير فيه. الزلق : ما لا يثبت فيه القدم من الأرض.

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً).

قيل نزلت في أخوين من بني مخزوم الأسود بن عبد الأسود بن عبد ياليل وكان كافرا ، وأبي سلمة عبد الله بن الأسود كان مؤمنا. وقيل : اخوان من بني إسرائيل فرطوس وهو الكافر وقيل : اسمه قطفير ، ويهوذا وهو المؤمن في قول ابن عباس. وقال مقاتل : اسمه تمليخا وهو المذكور في الصافات في قوله (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) (١) وعن ابن عباس أنهما ابنا ملك من بني إسرائيل أنفق أحدهما ماله في سبيل الله وكفر الآخر واشتغل بزينة الدنيا وتنمية ماله. وعن مكي أنهما رجلان من بني إسرائيل اشتركا في مال كافر ستة آلاف فاقتسماها. وروي أنهما كانا حدادين كسبا مالا. وروي أنهما ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار ، فاشترى الكافر أرضا بألف وبنى دار بألف وتزوج امرأة بألف واشترى خدما ومتاعا بألف ، واشترى المؤمن أرضا في الجنة بألف فتصدق به ، وجعل ألفا صداقا للحور فتصدق به ، واشترى الولدان المخلدين بألف فتصدق به ، ثم أصابته حاجة فجلس لأخيه على طريقه فمر في حشمه فتعرض له فطرده ووبخه على التصدق بماله.

والضمير في (لَهُمْ) عائد على المتجبرين الطالبين من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرد الضعفاء

__________________

(١) سورة الصافات : ٣٧ / ٥١.