وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٤٦) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٤٧) وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨)
السّحت والسحت بسكون الحاء وضمها الحرام ، سمي بذلك لأنه يسحت البركة أي يذهبها. يقال : سحته الله أي أهلكه ، ويقال : أسحته ، وقرئ بهما في قوله : (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) (١) أي يستأصلكم ويهلككم ، ومنه قول الفرزدق :
وعض زمان يا ابن مروان لم يدع |
|
من المال إلا مسحتا أو مجلف |
ومصدر الثلاثي سحت بفتحتين ، وسحت بإسكان الحاء. وقال الفراء : أصل السحت كلب الجوع ويقال : فلان مسحوت المعدة إذا كان لا يلقى أبدا إلا خائفا ، وهو راجع لمعنى الهلاك.
الحبر : بفتح الحاء وكسرها العالم ، وجمعه الأحبار. وكان أبو عبيد ينكر ذلك ويقول : هو بفتح الحاء. وقال الفراء : هو بالكسر ، واختار أبو عبيد الفتح. وتسمى هذه السورة سورة الأحبار ، ويقال : كعب الأحبار. والحبر بالكسر الذي يكتب به ، وينسب إليه الحبري الحبار. ويقال : كتب الحبر لمكان الحبر الذي يكتب به ، وسمي حبرا لتحسينه الخط وتبيينه إياه. وقيل : سمي حبرا لتأثيره في الموضع الذي يكون به من الحبار وهو الأثر.
العين : حاسة الرؤية وهي مؤنثة ، وتجمع في القلة على أعين وأعيان ، وفي الكثرة على عيون. وقال الشاعر :
ولكنني أغدو عليّ مفاضة |
|
دلاص كأعيان الجراد المنظم |
__________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ٦١.