فتح قنسرين والعواصم
قالوا : سار أبو عبيدة بعد فراغه من أمر (١) اليرموك الى حمص ، فأستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد ، فقاتله أهل مدينة (٢) قنسرين ، ثم لجأوا الى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم أبو عبيدة على مثل صلح أهل حمص ، وغلب المسلمون على أرضها وقرارها ، وكان حاضر قنسرين لتنوخ منذ (٣) أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم في بيوت الشعر ، ثم ابتنوا المنازل ، فدعاهم أبو عبيدة الى الاسلام فأسلم بعضهم ، وأقام البعض على النصرانية ، فصالحهم على الجزية ، وكان أكثر من أقام على نصرانيته بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، ويقال : ان جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة المهدي ، فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين.
ثم سار أبو عبيدة يريد حلب ، فبلغه ان أهل قنسرين نقضوا فرد اليهم السمط بن الاسود الكندي فحصرهم ثم فتحها. ووجد بها بقرا وغنما فقسم بعضها فيمن حضر ، وجعل الباقي في المغنم وكان حاضر طيئ قديما ، نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بينهم ، حين نزل الجبلين من نزل منهم ، فلما ورد أبو عبيدة عليهم أسلم بعضهم ، وصالح كثير منهم على الجزية ، ثم أسلموا بعد ذلك بيسير الا من شذ منهم. وكان بقرب حلب حاضر حلب يجمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم ، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية. ثم انهم أسلموا بعد ذلك وجرت بينهم وبين أهل حلب حرب أجلاهم فيها أهل حلب ، فانتقلوا الى قنسرين ، ثم أرادوا التغلب عليها فأجلاهم اهلها فتفرقوا في البلاد. وكان حيار بني القعقاع بلدا معروفا قبل الاسلام ، وبه كان مقيل المنذر بن ماء السماء ، فنزله بنو القعقاع بن
__________________
(١) في ت : أرض.
(٢) لا توجد في ت.
(٣) في ت : من.