خليد بن جزء بن الحارث العبسي ، وأوطنوه لان عبد الملك بن مروان ، أقطع القعقاع فيه قطيعة ، وأقطع عمه العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة ، قطيعة أوغرت (١) له الى اليمن ، وكانت بنته ولادة عند عبد الملك ، فولدت له الوليد وسليمان. ودخل أبو عبيدة حلب وعلى مقدمته ، عياض بن غنم (٢) ، فوجد أهلها قد تحضوا ، فنزل على حصنهم فلم يبثوا ان طلبوا الصلح والامان على أنفسهم ، وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد ، وكان الذي صالحهم عياض فأنفذ أبو عبيدة صلحه ، ثم سار أبو عبيدة من حلب الى انطاكية وقد تحصن بها خلق من قنسرين فلما صار بقرية مهروبة ، وهي من انطاكية على فرسخين ، لقيه جمع العدو ففضهم وألجأهم الى المدينة ، وحاصر أهلها من جميع أبوابها وكان معظم الجيش على باب فارس ، والباب الذي يدعى باب البحر. ثم انهم صالحوه على الجزية أو الجلاء ، فجلا بعضهم وأقام البعض ، فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا ، ثم نقضوا فوجه اليهم عياض بن غنم ، وحبيب بن مسلمة الفهري ، ففتحاها على الصلح الاول ، وصار أبو عبيدة الى معرة مصرين ، ففتحها على مثل صلح حلب ، وجالت خيله فبلغت بوقا (٣) ، وفتحت قرى الجومة وسرمين ، ومرتحوان (٤) ، وتيزين ، وصالحوا أهل دير طايا ، ودير
__________________
(١) في س : أوعرت.
(٢) عياض بن غنم الفهري. وكان أبوه يسمى عبد غنم فلما اسلم عياض كره ان يقال له عبد غنم.
(٣) في س : نوقان ، اثبتنا ما جاء في معجم البلدان ح ٣ ص ١٧٦.
(٤) في س : ومريحوان.