وهم لا يتعمّدون إلا في الأنهار ، في أيام الآحاد فقط. وقبل الذهاب إلى النهر يحملون الطفل المراد تعميده إلى معبدهم (١) فيتلو فيه الكاهن ، صلاة معلومة على رأس الطفل ، ومن ثمة يحملون الطفل إلى النهر ويرافقه رهط من الرجال والنساء. فينزل الجميع ومعهم الكاهن حتى الركب في الماء. ثم يقرأ الكاهن صلاة ثانية معلومة من كتاب يحمله بيده. وعند ذاك يرش الطفل بالماء ثلاث مرات قائلا بلغتهم ما معناه بالعربية «بسم الرب ، أول وآخر العالم والجنة ، الخالق العالي لكل الأشياء». ثم يقرأ الكاهن صلاة أخرى في كتابه ، بينما الاشبين (العراب) يغطس الطفل كله بالماء. ويعود الجمع بعدئذ إلى بيت أهل الطفل للاحتفال به.
أما أساقفتهم وكهنتهم ، فإذا مات أحدهم وخلف ابنا ، انتخبوا الابن مكان أبيه (٢). وإن لم يكن له ابن اختاروا الذي يليه في القرابة ممن هو أقدر وأعرف بأمور دينهم. ويصلي المنتخبون عدة صلوات على رأس المنتخب ، فإن كان المنتخب أسقفا ، يطوف بعد توليه منصبه لتعيين آخرين ، وعليه أن يصوم ستة أيام يتلو في أثنائها صلوات معلومة مكررة على رأس الكاهن المرسوم الذي يصوم أيضا ويصلي طوال المدة المذكورة. ولما كان الابن
__________________
(١) ليس من الضروري حمل الطفل إلى المعبد قبل التعميد ولكن «الكاهن» يقرأ بعض الصلوات خارج النهر قبل مجيء الطفل ، ثم يدخل النهر منفردا ويقف في الماء ويقرأ بعض الصلوات ثم يأتي الشخص المراد تعميده ويتم تعميده. ولا حاجة لأي مرافق : فالشخص الذي يتعمد يذهب منفردا ، إلا إذا كان طفلا فيحمله شخص واحد. (عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).
(٢) الكاهن لا ينتخب انتخابا. وليست المسألة مسألة وراثة كما يتصور المؤلف. بل إن الكاهن يدرس دراسة خاصة ويمتحن ثم يصبح كاهنا بعد أن يقوم برياضة روحية خاصة. وأهم ما يجب أن يستعمله ليكون كاهنا صغيرا (ترميذ) هو أن يحفظ «سيدرة نشماثا» و «انياني» أو قسما كبيرا منهما وأما الكاهن الكبير «الكنزبرا» فيجب أن يكون مطلعا على كثير من التفاسير والشروح الدينية ، ويجب أن يكون قد أتم ، أو حفظ كتاب الكنزا وهو كتابهم الرئيسي. (عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).