(Aveza) ، والدجة (١) (Dega) ، والدورق (٢) (Dorech) ، والمعقل (Masquel) ، وكمار (Gumar) ، والكاريان (٣) (Garianous) ، والبصرة (Balsara) ، والنازور (Onezer) والزكية (Zech) ، ولوزا (Loza). وهم لا يسكنون مدينة أو قرية لا يجري فيها نهر. وقد أكد لي غير واحد من رؤساء دينهم أن هؤلاء النصارى يبلغون في كل المواطن المذكورة أعلاه ، نحو خمسة وعشرين ألف عائلة (٤) بينهم تجار ، ولكن معظمهم من أصحاب الحرف خاصة الصياغة (٥) والنجارة والحدادة. وعقيدتهم مشحونة بالخرافات والأوهام ، ويسميهم الفرس والعرب الصابئة ، أي الشعب الذي ترك دينه واعتنق دينا آخر (٦) أما هم فيسمون أنفسهم في لغتهم الخاصة «مندائية يحيى» أي اتباع يوحنا ، الذي منه ، كما يؤكدون ، استمدوا عقيدتهم وعنه تلقوا كتبهم وتقاليدهم (٧). ويحتفلون في كل سنة بعيد يدوم خمسة أيام ، يذهبون في أثنائها جماعات إلى رؤسائهم ليعمدوهم على غرار عماد مار يوحنا.
__________________
(١) بتشديد الجيم المثلثة والتسمية عن الأستاذ يعقوب سركيس. وقد أفادنا ان اسم «الدجة» أو «الدكة» ورد في مخطوط في خزانته ، بعنوان «تحفة الأزهار زلال الأنهار» للسيد صامن ابن السيد شدقم (المجلد ٣ ص ١٤ وذلك في حوادث سنة ٩٩٩ ه (١٥٩٠ م).
(٢) عن الاستاذ يعقوب سركيس.
(٣) عن الدكتور مصطفى جواد.
(٤) راجع الملحق رقم (٢٤).
(٥) ما زال الصابئة في العراق إلى يومنا هذا ، موضع اعجاب الناس عامة بإتقانهم صياغة الفضة وتفننهم في نقشها وتلبيسها بالميناء التي لا يضاهيهم فيها أحد.
(٦) في كتب اللغة : صبأ ، وصبؤ : إذا خرج من دين إلى دين آخر. فهو صابىء.
(٧) الصابئة كما يعتقدون ، يتبعون تعاليم آدم. ولديهم كتاب «الكنزا» ، أي صحف آدم. غير ان تقادم العهد على الرسول الأول للدين ، ونشوء بعض المذاهب الزائفة والأديان الوثنية ، كل هذه أدخلت تعاليم غريبة في الدين. فجاء يحيى ليخلص الدين من هذه المذاهب الدخيلة ، ولم يكن رسولا بل نبيّا خاصّا بهم. (عن الأستاذ عبد الجبار عبد الله).