وما الأعراس فإن الزوج بعد الخطبة يرسل المهر وأعلاه ألفا ريال إلا الأمراء والوزراء فيزيدون على ذلك إلى العشرين ألفا ، ثم يرسل مع المهر هدية تسمى الملاك وهو صندوق صغير مجلد بصفائح الفضة أو خشب مرصع بالصدف وفيه المهر مصرور في مناديل من حرير مخلط بالفضة ، ثم صندوق آخر أصغر من الأول من فضة أو ذهب أحيانا مقسم الوسط به قنينات مملوءة أعطارا وأسفلها أنواع من طيب البخور العنبر والقماري ، ثم حقة من ذهب أو فضة فيها قطعة كبيرة من سكة الذهب إما دبلون من سكة الإسبنيول أو قطعة مائة ريال ذهبا لتوضع في كف العروس عند وضع الحناء ، ثم حصير أو أزيد مملوءة بالحناء الورق مخيطة على شكل مدور لكي تحفظ وتلف الحصير في ملاحف من قطن أو حرير ، ثم صحن من الزجاج أو الفضة به شكل كالعصيدة من الحناء موضوع في طبق من الزعف مكسو بمنسوج من الحرير أو الفضة مغطى بمنديل مثل ذلك ، ثم قطعة من مصوغ مكلل بالأحجار ثم حزم من الشمع الأبيض كل معصبة بالتقارط الحريرية أو الفضة من ثلاثة حزم إلى العشرين ، ثم شمعتان أو أكثر كبيرتان نحو الإسطوانة معصبة أيضا مثل ما ذكر ثم خمسة أي شمعة صورة كف آدمي كبيرة طولها نحو ذراعين فما فوق وتارة تكون أزيد من واحدة كلها من الشمع معصبة كما ذكر بأشكال حسنة ، ثم أطباق كبار من الزعف بها قنطار فما فوق من السكر الأبيض ويرسل ذلك إلى دار العروس مع أقارب الزوج من النساء عشية ، وفي الليل تسرج دار العروس التي قد زينت ودعي إليها النسوة من الأقارب والأحبة وتزين العروس بأجمل لباس ويوضع على رأسها رداء من منسوج الفضة الثخينة وعلى وجهها برقع من الحرير الصفيق ، وتوقد تلك الشموع المهداة لها وتجلس في بيت أبيها على مسطبة ومتكئات من الحرير أو الفضة ثم يهدى إليها ممن حضر مال لا أزيد فيه من مائة ريال ، ثم تحنى يداها بالحنة المهداة بعد وضع قطعة الذهب في كفها الأيمن وينفصل الموكب بعد أن تعشي النسوة الضيوف ويفطرن صباحا ، ويتهيأ أبو العروس إلى إنفاق الأموال فيجعل لابنته ملبوسات لا تلبس إلا يوما كالقمجة الكبرى وما والاها ، وهي : جبة كبرى من نوع من الفضة المنسوجة ثخينة ثقيلة تتكلف بنحو ألف ريال ، ويتبعها سراويل مثلها وهكذا مما لا يلبس إلا يوما أو يومين مع ألبسة أخرى معتادة للتجمل ، والعادة مما يكفيها سنة أو أزيد مع كسوة لبيت زوجها من فرش الصوف والأردية والستائر للأبواب والأسرة والمتكاآت كلها من نوع القمجة من الفضة والعدس الذي لا تكسى به البيت إلا إسبوعا واحدا ، فيصرف أبوها أضعاف أضعاف من المهر وبعد أسبوع من عرسها تباع تلك الأشياء بمالا يبلغ الربع من ثمنها الأصلي وعند العرس يحضر الزوج داره ويبقى بيته فارغا إلا أحد مقاصيره مثلا يجعل فيه ما لا تأتي به المرأة كما يجعل الأسرة في البيت والساعات والمرايات والبساط.
وقبل ليلة العرس بيومين تستدعى الأحباب من كل على أن تكون الملاقاة في أحد المساجد عند صلاة العصر لمن دعاه الزوج ، وأما المدعوون من أب الزوجة فيقدمون إلى داره توا ، ثم يقدم أب الزوج أو وكيله مع من دعاه لدار الزوجة وبعد الجلوس والدار مزينة