وسكانها نحو مليونين ونصف ، وحكومتها جمهورية خالصة ، بمعنى أن المجالس العليا ينتخب أعضاؤها من أنفسهم سبعة أشخاص لمدة ثلاث سنين يكونون بمثابة الوزراء في إدارة الأمور على نحو ما تتفق عليه
المجالس ، وينتخب لهؤلاء السبعة رئيس لمدة عام واحد يكون هو رئيس الدولة العام وتخت المملكة مدينة بارن.
الفصل التاسع والعشرون
وثالثها : دولة البلجيك ، فيحدها جنوبا وغربا فرنسا ، وشمالا بحر المانش والمحيط الشمالي ، وشرقا المحيط الشمالي وهولانده وألمانيا. وعدد سكانها نحو خمسة ملايين وتخت المملكة مدينة بروكسل ، وكانت من ملحقات فرنسا ثم استقلت بأمرها مع اتحادها بهولاندة بعد سقوط نابليون الأول ، ثم استقلت بتا سنة ١٨٣٠ مسيحية الموافقة سنة ١٢٤٦ هجرية فسبقت أيضا في العمران والثروة.
الفصل الثلاثون
ورابعها : مملكة دولة النمسا المتركبة من دولتين مستقلتين وهما أوستريا وهنكاريا ، وكل منهما لها إدارة خاصة بجميع داخليتها ووزراء يباشرون الإدارة في كل منهما ، ولها ملك واحد يلقب بإمبراطور أوستريا وملك هنكاريا ، ولهما قانون معلوم في كيفية الإتحاد والإنفراد وحدود كل منهما ، ومنها أن يكون وزير الخارجية وعلائقه متحدا في كل من المملكتين ، ودولة أوستريا من أقدم دول أوروبا وكانت في مبدئها صغيرة ثم تعاظمت ودخلت في العصبة الالمانية حيث أن من أهاليها قسما عظيما من الجنس الالماني ، وصارت لها الرياسة على العصبة مدة إلى أن انتزعتها منها دولة بروسيا سنة ١٢٨٤ ه في حرب عاضدتها فيها إيطاليا واستقرت الآن منفردة عن العصبة الالمانية ، وصار عدد أهالي هاته الدولة نحو سبعة وثلاثين مليونا ، ويحدها جنوبا رومانيا والصرب والدولة العلية وبحر البنادقة وإيطاليا ، وغربا سفيسرة وألمانيا ، وشمالا ألمانيا والروسيا ، وشرقا الروسيا ورومانيا ، وقاعدة المملكة الأولى هي مدينة فيينا ، وقاعدة الثانية هي مدينة بست وتحت تصرفها بوسنة وهرسك.
الفصل الحادي والثلاثون
وخامسها : دولة الصرب ، وإنما صارت دولة مستقلة بعد حرب سنة ١٢٩٣ ه وكانت إمارة مستقلة بالإدارة تابعة للدولة العلية وتؤدّي لها الخراج ، وبمقتضى معاهدة برلين صارت دولة مستقلة يحدها جنوبا الدولة العلية بإمارة البلغار وغيرها ، وشرقا هي أيضا ونهر الطونة ، وشمالا النهر المذكور والنمسا ، وغربا ولاية بوسنة وهرسك الراجعة للدولة العلية وتصرفها بيد النمسا ، وعدد سكان هاته الدولة مع ما أضيف إليها بمقتضى المعاهدة المذكورة نحو المليونين ، وقاعدتها بلغراد.