فيها ، وعلى رؤوسهن على الشعر منديل حرير أسود يسمى تقريطة ، وفوقه قوفية أي نوع من العراقية محلاة ولها جبين مرتفع من أصبعين إلى الثمانية أصابع صلب بالطرز الحرير الأسود على خيطان من الكتان الصلب ، وفي مؤخرها ذيل من الحرير مدلى إلى قرب ذيل الجبة ويطرز بأنواع جميلة من الفضة والحرير ، ثم تلف رأسها ورقبتها بلثام من أنواع الحرير والقطن ويطرز أيضا كما مر على هيئة متقنة ، وتعصب على الجميع بتقريطة ملونة أو مزوقة بالفضة بعد طيها على عرض أربعة أصابع ، بحيث يكون ما فوق القحف من غطاء الرأس مكشوفا من تلك التقريطة ، وتربط أطرافها من جهة الجبهة على هيئة تكون بصورة التاج ممسوكة بمساسك من النحاس دقيقة صغيرة ويكن أذرعهن مكشوفات ، ويلبسن في أرجلهن أنواع الأحذية الإفرنجية والأعيان يلبسن الجوارب والخادمات يلبسن على نصفهن الأسفل فوق جميع الثياب إزارا من القطن أو مخلوطا بالحرير أو الحرير الصرف ملون أغلب ألوانه مائلة إلى السواد لتحمل الوسخ. ولما تقدم لم يكن شكل النسوة جميلا من لبسهن وإذا خرجن للطريق فالأعيان يلتحفن برداء أو طيلسان واسع ثم يدخلن في الكروسة وتدخل أي الكروسة إلى داخل الدهليز لتركب المرأة فيها ثم تسدل ستارات الكروسة بحيث لا يرى من ركب فيها ، ونسوة الأواسط يلبسن عند الخروج رداء عريضا بالغا قرب القدم ومغط للرأس على هيئة ساترة لجميع أجزائها ، وعلى وجهها عجار من الحرير الأسود وأطرافه مزوقة مغروز في غطاء رأسها بمساسك وتمسك طرفيه بيدها مع لفهما في ردائها وعلى رجليها ساقان عريضان من منسوج ثخين مطرز ونعلها خاص بالخروج.
وأما الأسافل فهن مثل ذلك أيضا سوى العجار فيعوض بلثام أسود ملفوف على الوجه ثخين لا تظهر منه البشرة ولا تبان إلا عيناها ، ونسوة اليهود مثل ذلك إلا ستر الوجه فهن مكشوفات.
وأما لباس نسوة البلدان فهو على ذلك النحو غير أنه ساتر أكثر لأنه متدلي إلى قرب الكعب والجبة أوسع وبعضهن يتمنطقن بحزام.
وأما نسوة الأعراب فهن مثل ذلك أيضا سوى الجبة فعوضها رداء واسع تمسكه المرأة بمساسك كبار من فضة أو ذهب أو نحاس حذو كتفيها مما يلي الصدر ، وتتمنطق عليه بحزام ويكون ساترا حتى إلى القدمين مع الإتساع غير أنهن لا يلبسن السراويل ولا يتقنعن على رقابهن فغطاء رؤوسهن أجمل من نسوة الحواضر وكثير من نسوة القرى مثلهن ، والجميع يلبسن من الحلى أنواعا شتى من القرط في الأذنين بعد ثقبهما منذ صغر البنت والأساور والخواتم والتيجان وغير ذلك من المجوهرات الثمينة والمكللة بالياقوت والزمرد واللؤلؤ ، وبعض الحواضر والقرى والأعراب يتخلخن في أرجلهن أيضا كل على حسب الثروة واليسار.
مطلب في الأكل
أما أهل الحاضرة فأكلهم جامع بين أنواع أكل أهل المشرق والمغرب والأورباويين ،