قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

صفوة الإعتبار بمستودع الأمصار و الأقطار [ ج ١ ]

صفوة الإعتبار بمستودع الأمصار و الأقطار

صفوة الإعتبار بمستودع الأمصار و الأقطار [ ج ١ ]

تحمیل

صفوة الإعتبار بمستودع الأمصار و الأقطار [ ج ١ ]

286/358
*

مراد الوالي إرجاع الوزير السابق مصطفى خزندار لخطة الوزارة ، حتى أثر كل قول في أصحابه ونشأ عن الأخير التشويش في عقول العامة وتجار أوروبا بما أوجب إنحطاط أسعار الرقاع للدين التونسي عدة مرار للتخوف من تبديل السيرة في السياسة الموجبة لتعطيل فائدة الدين ، حتى أعلن للوالي بتكذيب تلك الإشاعات فكتب للوزير خير الدين مكتوبا ونشره في الرائد التونسي ونصه :

«بعد الحمدلة والصلاة ، أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله تعالى ، فإنه بلغ لحضرتنا أن بعض أشخاص كادت أن تكون أسماؤهم معروفة ممن كان لهم في تصرف أمير الأمراء إبننا مصطفى منافع شخصية تعطلت عنهم بسبب مساعيكم الجميلة بالإدارة المنوطة بعهدتكم ، أشاعوا أراجيف لا حقيقة لها حملهم عليها الميل لما يوافق شهواتهم ، وهي وإن كانت مما لا يترتب عليه أثر ولا يكون لها موقع لأولي الأحلام إلا أنها ربما توجب لمن كان خلي البال شغلا عما يعينه ، مع أن الأسباب التي اقتضت عزل المذكور لم تزل تعضدها أنظارها والآثار التي أنتجتها مساعيكم الحميدة لم تزل تحمد أخبارها وتظهر للأعيان آثارها ، ولعلمنا بما في شغل الأسماع ولهي الآذان بسماع هذه الأراجيف التي لا توصل قائلها إلى مقصوده من إضاعة الوقت بنقلها والإلتفات إليها ، حررنا لوزارتكم هذا الرقيم لنهي من يشتغل بذلك وليتحقق السكان أن استحساننا للإدارة المنطوة بعهدتكم لم يزل والمنة لله تعالى متزايد بتزايد آثارها ، وأن ما أرجف به أولئك الأشخاص لا يجدون إليه مستندا وتشهر ذلك للسكان ليزول عنهم الشك الذي قصد إيقاعهم فيه وشغل بالهم به ، لترتاح أفكار من يريد مصلحة وطنه ونجح خدمته ، فالعمل أن تجتهدوا بالاستمرار على تلك السيرة الحسنة التي ظهرت آثارها لدولتنا والله تعالى يحرسكم ويمدكم بحفظه وإعانته والسلام» ، من الفقير إلى ربه تعالى المشير محمد الصادق باي وفقه الله تعالى بمنه ، كتب في الثاني والعشرون من شهر رمضان المعظم سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف.

(التوقيع)

صح من كاتبه محمد الصادق باي

فأنت ترى ما صرح به الوالي من حسن نتيجة خدمة الوزير خير الدين ، وهو الذي تشهد به سكان الإيالة على اختلاف أجناسهم ومع ذلك لا زالت الأعداء تسعى بالفتن بين الوالي والوزير حتى كان في خلال تلك المدة جميع رجال الحكومة في كدر من خوف تفاقم النفرة بين الوالي ووزيره الموجبة لانفصال الوزير عن الوظيفة ، ولما تيقن الوالي ذلك دعى الوزير خير الدين ووعده بقطع التعرضات وأمر مصطفى بن إسماعيل بالكف عن سيرته وموالاة الوزير خير الدين ، وكان ذلك أواخر سنة ١٢٩٢ ه‍ فدام على نحو ذلك بضع أشهر ثم عادت الكرة في أواسط سنة ١٢٩٣ ه‍ ، وأثرت الأقوال في الوالي إلى أن صار يستفهم من عمده عن رأيهم في فصل الوزير عن الخطة ، فرأى منهم استعظام الأمر وربما قال