الإجازة من الشيوخ طلبا لعلو الإسناد ، ولتحصيل الأصول من الأجزاء والكتب ، فأجازه الكثيرون كالحافظ السلفي وشهدة الكاتبة ، وأحمد بن علي الناعم ، وابن شاتيل ، وابن برّي النحوي ، وأبو الفتح الخرقي وغيرهم.
بعد عودته من رحلاته العلمية لزم الضياء التدريس والإملاء وأكبّ على التصنيف ، والنسخ ، وكان قد حصّل الأصول النفيسة من الكتب التي تلقاها عن شيوخه ، فتح الله بها عليه شراء أو هبة أو نسخا كما هي عادة العلماء.
وأخذ الطلاب ينهلون من علم الضياء وتآليفه ، ومن الكتب والأصول التي تلقّاها عن شيوخه ، فروى عنه كثير من العلماء كابن نقطة ، وابن النجار ، وسيف الدين بن المجد ، وزكيّ الدين البرزالي ، وابن أخيه محمد بن عبد الرحيم ، وابن أخيه أيضا علي بن البخاري ، والقاضي سليمان بن حمزة ، وإسماعيل بن إبراهيم الخباز ، وعمر بن الحاجب وغيرهم.
جمع الضياء بين الحديث ، والفقه الحنبلي وعلومهما ، وطرفا من الأدب ، وكثيرا من التفسير ، واللّغة ، ونظر في الفقه وناظر فيه ، ولم يزل ملازما للعلم منذ نعومة أظفاره تلقيا وأداء إلى أن انتقل إلى جوار ربّه.
يقول الذهبي في وصفه : «كان الحافظ الضياء يقتنع باليسير ويجتهد في فعل الخير ونشر السنّة ، وفيه تعبد وانجماع عن الناس ، وكان كثير البرّ والمواساة ، دائم التهجّد ، أمّارا بالمعروف ، بهي المنظر ، محببا إلى الموافق والمخالف ، مشتغلا بنفسه رضياللهعنه».