٥ ـ تصريح القندوزي بأنّ الأئمّة اثنا عشر : قال الشيخ سليمان القندوزي الحنفي البلخي في الباب السابع والسبعين من ينابيع المودّة ما هذا لفظه : قال بعض المحقّقين : إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده صلىاللهعليهوآله اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أنّ مراد رسول الله صلىاللهعليهوآله من حديثه هذا الأئمّة الإثنا عشر من أهل بيته عترته إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر.
ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويّة لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلّا عمر بن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : كلّهم من بني هاشم ـ في رواية عبد الملك عن جابر ـ وأخفى صوته في هذا القول ، يرجّح هذه الرواية لأنّهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.
ولا يمكن أن يحمل على الملوك العبّاسيّة لزيادتهم على العدد المذكور ولقلّة رعايتهم لآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(١) وحديث الكساء ؛ فلا بدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمّة الإثني عشر من أهل بيته وعترته صلىاللهعليهوآله لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله ، وكانت علومهم عن آبائهم متّصلة بجدّهم صلىاللهعليهوآله بالوراثة ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق ، ويؤيّد هذا المعنى أي أنّ مراد النبيّ صلىاللهعليهوآله من الأئمّة الإثني عشر من أهل بيته ويشهد له ويرجّحه حديث الثقلين والأحاديث المتكثّرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره.
٦ ـ في أنّ الأئمّة من ولد عليّ عليهالسلام : روى السيّد عليّ بن شهاب الدين الشافعي الهمداني في مودّة القربى ، وقال : المودّة العاشرة في عدد الأئمّة وأنّ المهديّ منهم :
__________________
(١) الشورى : ٢٣.