الذي تريد
الاجتماع معه عليه لا تجتمع عليه أنت وهو أبدا.
قال : فاقام موسى
ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم إلى باب المتوكّل فيقال له : قد تشاغل اليوم فيروح ويبكّر
فيقال له قد سكر ، فيبكّر فيقال له : قد شرب دواء ، فما زال على هذا ثلاث سنين
حتّى قتل المتوكّل ولم يجتمع معه على شراب.
وروى الكلينيّ في
الكافي بسنده عن يعقوب بن ياسر مثله كما تقدّم في الثانية والأربعين من معاجز
الإمام عليّ الهادي عليهالسلام مع شرح بعض ألفاظها.
ثمّ إنّ العلّامة
الخبير الميرزا حسين النوري ضعّف هذا الحديث بما لا مزيد عليه في رسالة الفارسيّة «البدر
المشعشع في أحوال موسى المبرقع» وتوجد النسخة الشريفة عندي ، فقال ما حاصل مضمونه
:
فنقول : أوّلا :
إنّ الحسين بن الحسن الحسيني ويعقوب بن ياسر من المجاهيل وليس لهما ذكر في كتب
الرجال وهما من حواشي المتوكّل وندمائه المطّلعين على قبائح أفعاله والحاضرين في
مجلس شربه ، فالخبر الضعيف لا يثبت جرحا ولا تعديلا ، وهذا الخبر وإن رواه الكليني
والمفيد إلّا أنّه لا يثبت به حكم شرعيّ من واجب أو حرام أو حلال لضعفه ، نعم لا
بأس بذكره إذا تضمّن فضيلة من فضائل أهل البيت بل إذا كان الراوي من المنحرفين
عنهم فنقله أولى وأهمّ.
وثانيا : هذا
الخبر معارض بخبر أصحّ سندا وأقوى دلالة تتضمّن توليته في الأوقاف من قبل الإمام عليهالسلام كما رواه الكليني في الكافي بسنده عن أحمد بن أبي خالد
مولى أبي جعفر الجواد عليهالسلام وتوليته من قبل الإمام عليهالسلام من شواهد عدالته قطعا.
وثالثا : من نسب
إلى المبرقع نسبة الشرب هو من أعوان المتوكّل وشهادتهم لا تثبت شيئا ولا تنفي شيئا
باتفاق جميع العلماء ، وربّما رأوا من المبرقع زلّة ثمّ نسبوا إليه ما يرتكبون
أنفسهم من المآثم فقاسوا بأنفسهم المبرقع.