الفطحي : ومن الإمام اليوم منهم؟ قال : عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهمالسلام. قال : فهل من دليل استدلّ به على ما قلت؟ قال : نعم ، قال : وما هو؟ قال : أضمر في نفسك ما تشاء وألقه بسرّ من رأى فإنّه يخبرك ، قال : نعم.
فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي محمّد ، فأخبرا أبا الحسن عليّ بن محمّد مولانا راكب في دار المتوكّل ، فجلسا ينتظران عوده ، فقال الفطحيّ لصاحبه : إن كان صاحبك هذا إماما فإنّه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته فيخبرني به من غير أن أخبره.
قال : فوقف إلى أن عاد أبو الحسن عليهالسلام من موكب المتوكّل وبين يديه الشاكرية ومن ورائه الركبة يشيّعونه إلى داره ، قال : فلمّا أتى الموضع الذي فيه الرجلان التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشيء من فيه في صدر الفطحي كأنّه العزقئ البيض (١) فألصق في صدر الرجل مثل دائرة الدرهم وفيه سطر مكتوب بخضرة : ما كان عبد الله هناك ولا كذلك ، فقرأه الناس ، فقالوا له : ما هذا؟ وأخبرهم وصاحبه لقصّتهما ، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه وقال : تبّا لما كنت عليه قبل يومي هذا ، والحمد لله ، فحسنت هدايته وقال بإمامته.
٥٦ ـ علمه بما قال الفتح القلانسي : ورواه فيه أيضا بسنده عن مقبل الديلمي قال : كنت جالسا على بابنا بسرّ من رأى ومولانا أبو الحسن راكب في دار المتوكّل الخليفة فجاء الفتح القلانسي وكانت له خدمة لأبي الحسن عليهالسلام فجلس إلى جانبي وقال : إنّ لي على مولانا أربعمائة درهم فلو إن أعطانيها لأنفقت بها. قال : قلت له : ما أنت صانع بها؟ قال : كنت أشتري بمائتي درهم خرقا تكون في يدي أعمل منها
__________________
(١) قال في المجمع : العزقئ كزبرج القشرة المتزقة ببياض البيض أي البياض الذي يؤكل ، وقال الفرّا : همزته زائدة لأنّه من الغرق.