ومن أشعاره ما رواه ابن أبي الحديد أيضا في كتابه المذكور (١) أنّ أبا طالب يأمر أخاه حمزة بن عبد المطّلب بالإسلام ويحضّه على نصر نبيّ الهدى بقوله :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد |
|
وكن مظهرا للدين وفّقت صابرا |
وحط من أتى بالدين من عند ربّه |
|
بصدق وحقّ لا تكن حمز كافرا |
فقد سرّني إذ قلت أنّك مؤمن |
|
وكن لرسول الله في الله ناصرا |
وناد قريشا بالذي قد أتى به |
|
جهارا وقل ما كان أحمد ساحرا |
قال فخار بن معد بعد ذكر هذه الأبيات : لم يكف رضى الله عنه أمره لأخيه بالبصر على عداوة قريش والنصر للنبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى أمره بإظهار الدين والاجتهاد في حياطته والدفاع عن بيضته ، ثمّ يشهد لأخيه حمزة أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله أتى بالدين عند ربّه بصدق وحقّ ثمّ يحذّره الكفر في قوله : «لا تكن حمز كافرا» ثمّ يقوله : «وقد سرّني إذ قلت إنّك مؤمن» أفتراه يسرّ لأخيه بالإيمان ويختار لنفسه الكفر الموجب لغضب الجبّار والخلود في النار؟ وهل يتصوّر مثل هذا من ذي عقل ، ثمّ يأمره بنصر النبيّ صلىاللهعليهوآله ويدعو له بالتوفيق لنصره في قوله : وكن لرسول الله وفّقت ناصرا ثمّ يأمره بكفّ أمره وإذاعة سرّه في قوله : «وناد قريشا بالذي قد أتى به جهارا» أي لا تخف ذلك وقل ما كان أحمد ساحرا كما زعمتم بل كان نبيّا صادقا ، فهل يعلم الإسلام بشيء أبين من هذا لكن العناد يصدّ عن سلوك نهج الرشاد.
ومنها ما رواه أيضا في الجزء المذكور قال : إنّها من شعره المشهور :
* أنت النبيّ محمّد*
إلى آخر الأبيات.
ومنها :
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٣١٠.