الحسن الرضا عليهالسلام عن ثاقب المناقب قريبا منه غير أنّه روى أنّ المأمون أمر زينب الكذّابة لتنزل فأبت فطرحت للسباع فأكلتها ، وقال : إنّي وجدت في تمام هذه الرواية أنّه من السباع سبع مريض ضعيف فهمهم شيئا في أذن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام فأشار إلى أعظم السباع بشيء وضع رأسه له ، فلمّا خرج قيل له : ما قال لك الأسد الضعيف وما قلت للآخر؟ قال : إنّه شكا إليّ وقال : إنّي ضعيف فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر أن آكلها مع السباع ، فأشر إلى الكبير بأمري فأشرت إليه فقبل. قال : فذبحت بقرة وألقيت إلى السباع فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع حتّى شبع الضعيف ثمّ ترك السباع حتّى أكلتها.
٢٧ : خروجه مع المتوكّل إلى الصحراء : روى السيّد في مدينة المعاجز أيضا عن فارس بن الحاتم بن ماهويه قال : بعث يوما المتوكّل إلى سيّدنا أبي الحسن عليهالسلام وقال : أنا راكب فاخرج معنا إلى الصيد لنتبرّك بك. فقال للرسول : قل له إنّي راكب ، فلمّا خرج الرسول قال لنا : كذب ، ما يريد إلّا غير ما قال. قال : قلنا : يا مولاي ، فما الذي يريد؟ قال : يظهر هذا القول فإن أصابه خير نسبه إلى ما يريد وإن أصابه شرّ نسبه إلينا وهو يركب في هذا اليوم ويخرج إلى الصيد فيرد هو وجيشه على قنطرة على نهر فيعبر سائر الجيش ولا تعبر دابّته فيرجع فيسقط من فرسه وتزلّ رجله وتتوهّن (١) يداه فيمرض شهرا.
قال فارس : فركب سيّدنا وسرنا معه والمتوكّل يقول : أين ابن عمّي المدنيّ؟ فيقولون له سائر : يا أمير المؤمنين ، في الجيش ، فيقول : الحقوه بنا ، ووردنا النهر والقنطرة فعبر سائر الجيش فتشعّث القنطرة وتهدّمت ونحن نسير في أواخر الناس مع سيّدنا ، فلمّا وردنا النهر والقنطرة عبر سائر دوابّنا وامتنعت دابّة المتوكّل أن تعبر
__________________
(١) من الوهن أوهن الواهنة وهو ريح تأخذ في المنكبين.