لي : ألتمسك على مسألة مهمّة عندي وهي أن تعمر لنا هذه الدار التي في النجف فأجبته واشتغلت بذلك حتّى فرغت منها وهي الدار التي بقرب دار العلّامة الأنصاري في النجف ، فتذكّرت ما رأيت بالطيف فازداد إخلاصي وعظم في عيني.
وقال العلّامة السيّد حسن الصدر : كان الشيخ عبد الكريم هذا من أفراد الدهر والوحيد في الأمانة والزهد والتقوى ولذا صارت أمور سيّدنا الأستاذ كلّها بيده وكان صاحب أسراره وأمينه على ماله وأهله وعياله وما عاش بعد سيّدنا الأستاذ إلّا شهرا واحدا وتوفّي بعده.
ومنها ما حدّثني به الرجل الصالح الثقة الميرزا محمود الخراساني المعروف بالعطّار نزيل سامرّاء قال : إنّ رجلا صالحا من تجّار همدان نزل عندي في سامرّاء وكانت مدّة إقامته في سامرّاء عشرين يوما ، فلمّا أراد الرجوع رأيته كثير الابتهاج والسرور ، فقلت في نفسي : رجل صالح يشكر الله على التوفيق لزيارة الأئمّة عليهمالسلام ، فقال لي : إنّي رأيت كرامة من سيّدنا ـ يعني به آية الله الشيرازي رحمهالله ـ. قلت : وما هي؟ قال : لمّا خرجت من همدان كان لي صديق من التجّار سألني والتمس منّي أن آخذ من آية الله السيّد له شيئا قليلا من المال للتبرّك ، فقبلت منه ، فلمّا دخلت سامرّاء وذهبنا لزيارة السيّد استحيت أن أطلب منه شيئا للبركة ومع ذلك تجلّدت وقلت له : يا سيّدي ، لو أكرمتني بشيء للبركة ، فأخرج من تحت سجّادته قرانا وأعطانيه فأخذته منه ورجعت حتّى وصلت باب الحجرة فناداني فرجعت فقال: لم لا تطلب لصديقك شيئا ، فلمّا سمعت منه أخذتني الرعدة فوقعت على رجله أقبّلها وأعطاني نصف قران وقال : أعطه لصديقك ، فخرجت من عنده غير مرتاب بأنّ هذا الإخبار لي كرامة منه رحمهالله.