وكان قدسسره قاريا شاعرا طبيبا أصوليّا فقيها. دخل سامرّاء فلزمه سيّدنا الميرزا الكبير وأمره بأن يقيم في سامرّاء ، فأقام بها واستفاد من علومه الجمّة ثلّة من أهل الفضل ، فلمّا توفّي سيّدنا الميرزا الكبير رحمهالله ذهب إلى بلد الكاظمين عليهماالسلام ورجع في أيّام الإمام الشيرازي فتوفّي في سامرّاء ودفن في الرواق.
ولعلّنا نذكر طائفة أخرى ممّن توفّي في سامرّاء في الأجزاء الآتية التي تبحث فيمن دخل في سامرّاء من العلماء والمحدّثين. ولقد أجاد العلّامة السماوي حيث قال بعد ذكر جملة ممّن توفّي في سامرّاء :
فهذه القطرة من سحاب |
|
والنقطة الفذّة من عباب |
ممّن أتى من ذلك المنهاج |
|
ولاذ بالأعتاب والملاجي |
من الملوك ومن الجهابذه |
|
ولم أطق عدّ الفئات اللائذه |
لأنّهم أكثر ممّا يخطر |
|
على الذي يذكره من يذكر |
فهم فئات سالفات قد زكت |
|
وخلّفت أمثالها وتركت |
لا سيّما من قبل هذا الزمن |
|
ففيهم كلّ تقيّ مؤمن |
ولم يكونوا يتركون القاعة |
|
إذ قد كفاهم من بها شفاعة |
* * *
تمّ الجزء الثاني من مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء ويليه إن شاء الله الجزء الثالث الذي يبحث في حياة الإمام أبي الحسن الثالث عليّ الهادي النقي عليهالسلام بصورة تفصيليّة وعلى وجه أتمّ وأكمل.
وهذا وفي الختام نحمد الله تعالى على الإتمام ونصلّي ونسلّم على نبيّنا الأعظم المنقذ محمّد المصطفى وعلى آله الهداة وأصحابه الذين اتّبعوه بإحسان رضياللهعنهم أجمعين.