أن لا يتباعدوا عن مقتضيات البداعة وأن يستعملوا الموادّ المبذولة في محيطهم وتساعدهم على صنع اللبن الجيّد وفيها أتربة كليسة تصلح لتحضير الجصّ القوي ولتحضير الطابوق الجيّد ، أضف أنّها واقعة بين بلتدين كبيرتين بغداد والموصل ، والقطار يمرّ عليه ، ودجلة جار على جنبه.
وسيّدنا المشار إليه لكثرة شوقه إلى عمارة هذا المشهد الشريف يجلب الجصّ من سامرّاء والآجر من بغداد ، والسمند وأبواب الحجر من إيران ، والرخام من الموصل ، ولم يزل جادّا في العمارة وهو دام وجوده في كلّ سنة يزور بيت الله الحرام من غير أن ينوب عن أحد ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ، فأجزل الله أجره ، وأعلى في أفق الشرف بدره.
ومنهم : السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليهالسلام
وقد تقدّم ذكر أخبارها وجلائل فضائلها في الجزء الأوّل ولم أذكر هناك أنّها ذات بعل وولد ، وفي الأخريات ظفرت على نسخة خطّيّة في ممكتبة النسّابة شهاب الدين التبريزي في بلدة قم من نسخ عمدة الطالب فرأيت في بعض حواشيها تعليقا للعلّامة المير محمّد قاسم الحسيني السبزواري من علماء عصر الصفويّة ، قال : ولمولانا الجواد بنات منهنّ حكيمة ، تزوّجها أبو علي الحسن المحدّث بن أبي الحسن عليّ المرعش بن عبيد الله بن أبي الحسن محمّد الأكبر بن أبي محمّد الحسن المحدّث بن الحسين الأصغر ابن الإمام السجّاد ، وولدت منه أبا عبد الله الحسين وزيدا وحمزة ، وكانت حكيمة هي صاحبة القصّة في ميلاد القائم ، نقل من شجرة ابن خداع المصري.
وقال أيضا : إنّ الحسين بن عليّ الهادي عليهماالسلام مدفون عند رجلي الإمام عليّ الهادي عليهالسلام.