وقال البحّاثة الخبير الشيخ جعفر آل محبوبة في ماضي النجف وحاضرها (١) : وفي سنة ١٢٨٧ يوم الأربعاء ثالث عشر شهر رمضان تشرّف السلطان ناصر الدين القاجاري مع عياله وخدمه بالحرم العلوي واحتفلت الدولة العثمانيّة احتفالا عظيما وبقي في النجف سبعة أيّام وكان مقرّه خارج البلدة فقد ضرب أخبيته بالقرب من مقام المهدي عليهالسلام وأنعم على كافّة الطبقات والمجاورين بالإنعامات الملوكيّة خصوصا العلماء ، وأهدى للعلّامة الفقيه السيّد علي آل بحر العلوم صاحب كتاب «البرهان القاطع» ألف أشرفي ذهبا وأتحفه بتحفة مرصّعة بالجواهر وأرسل إليه بعد عوده إلى مقرّ سلطنته عصا وعبا ، وقد مدح الشاعر الكبير السيّد صالح القزويني البغدادي العلّامة السيّد علي المذكور بأبيات تعرّض فيها للهديّة المذكورة يقول فيها :
أيدي (عليّ) ناصر الدين لم له |
|
عصا وعبا لله أهدى تقرّبا |
رأى يده البيضا فأهدى له العصا |
|
ومذ كان من أهل العبا أرسل العبا |
فكل لعمري ناصر الدين منهما |
|
ففي علمه هذا وذلك بالظبا |
وقد أرّخ بعض الشعراء زيارته هذه ، منهم صاحب فصوص اليواقيت ، فقال :
ملك الفرس ناصر الدين لمّا |
|
قد سعى محرما إلى العتبات |
برجال أعزّة وجنود |
|
خافقات الأعلام والرايات |
ونساء ما أبرزت قطّ يوما |
|
من خدور وخرد خفرات |
ليزوروا الأطهار من أهل بيت |
|
المصطفى بالعراق والطاهرات |
ويحوزوا سعادة الدين والد |
|
نيا ينالوا شرائف الدرجات |
مخلص الحبّ في الولاء مليك |
|
مثله ما أتى ولا هو آت |
__________________
(١) ماضي النجف وحاضرها : ١٥٣.