كأنّ نفخة صور الحشر قد فجأت |
|
فالناس سكرى ولا سكر ولا ثمل |
قد هلّ عاشور لم غمّ الهلال به |
|
كأنّما هو من شوم به زحل |
قامت قيامة أهل البيت وانكسرت |
|
سفن النجاة وفيه العلم والعمل |
وارتجّت الأرض والسبع الشداد وقد |
|
أصاب أهل السماوات العلى الوجل |
واهتزّ من دهش عرش الجليل فلو |
|
لا الله ماسكه أهوى به الميل |
جلّ الإله فليس الحزن بالغه |
|
لكنّ قلبا حواه حزنه جلل |
وقد جمع شعره بعض أحفاده في ديوان موجود عنده ، وفيه من الشعر الكثير الطيّب ، عسى الله أن يوفّقه لطبعه.
الثالثة : من ظهور المعاجز في سامرّاء
قال العلّامة النوري في دار السلام (١) : حدّثني الثقة الأمين آقا محمّد الذي بيده شموع حضرة العسكريّين عليهماالسلام قال : كان رجل من أهل سامرّاء من أهل الشقاق والعناد ، يسمّى مصطفى الحمّود ، وكان من الخدّام الذين شغلهم أذيّة الزوّار والانتفاع منهم بطرق فيها غضب الجبّار ، وكان أغلب أوقاته في السرداب المقدّس على الصفّة الصغيرة التي فيها موضع الحوض الصغير الذي كان الإمامان الهمامان العسكريّان عليهماالسلام يتوضّئان منه ، وكان أغلب الزيارات المأثورة في حفظه ، وكلّ من كان يدخل من الزوّار فيه ويشتغل بالزيارة يحول المشار إليه بينه وبين مولاه فينبّهه على أغلاطه المتعارفة التي لا يخلو أغلب العوام منها بحيث لم يبق لهم حالة حضور وتوجّه أصلا.
فرأى ليلة في المنام حجّة الله الملك العلّامة ، فقال له : إلى متى تؤذي زوّاري ولا
__________________
(١) دار السلام : ٢٨٤.