قد كنت ضانّا بنفس لا أجود بها |
|
فبعتها باضطرار بيع مغبون |
كم ليلة بتّ مطويا على حرق |
|
في عسر من عيون الدبر في العين |
فتلك أحسن أم ظللت به |
|
في ظلّ عزّة سلطان وتمكين؟ |
ولم يكن والذي تعنو الوجوه له |
|
عرضي مهانا ولا مالي بمخزون |
وكم خلوت من الهيجا بمعترك |
|
والحرب ترفل في أثوابها الجون |
يا ربّ إن لم تدع حالا أسرّ به |
|
فهب لعبدك أجرا غير ممنون |
وجرى على بناته شيء يوم خروجهن ، واضطرتهن الضيقة إلى معيشتهنّ من غزل أيديهن ، وجرت عليه محن طال لها شجنه وأقعده قيده ، إلى أن نقل إلى أغمات وريكة ، وحلّ عنه الاعتقال ، وأجري عليه رزقه ، تبلّغ به لمدة من أعوام أربعة ، واستنقذه حمامه ، رحمة الله عليه.
وصوله إلى غرناطة : قال ابن الصّيرفي : وقد أجرى ذكر تملّك يوسف بن تاشفين غرناطة ، وخلع أميرها عبد الله بن بلقّين حفيد باديس ، يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من رجب عام ثلاثة وثمانين (١) ، ولحق ابن عباد (٢) وحليفه ابن مسلمة (٣) بخيل ورجل ورماة وعدد ، وحلّ ذلك من ابن عباد تضمّنا لمسرّة أمير المسلمين ، وتحقّقا بموالاته ، فدخلا عليه ، وهنّئاه ، وقد تحكّمت في نفس ابن عباد الطماعيّة في إسلام غرناطة إلى ابنه ، بعد استصفاء نعمة صاحبها ، عوضا عن الجزيرة الخضراء ، وكان قد أشخصه معه ، فعرّض بغرضه ، فأعرض أمير المسلمين عن الجميع إعراضا ، كانت منية كل منهما التخلّص من يده ، والرجوع إلى بلده ، فأعمل ابن عباد الحيلة ، فكتب ، يزعم أنه وردت عليه تحثّه من إشبيلية في اللحاق أنباء مهمة طرقت بتحرك العدو ، واستأذن بها في الصّدور ، فأخذ له ولحليفه ابن مسلمة ، فانتهزا الفرصة ، وابتدرا الرجعة ، ولحق كل بموضعه يظنّ أنه ملك رئاسة أمره.
مولده : ولد المعتمد على الله بمدينة باجة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وولّي سنة إحدى وستين. وخلع سنة أربع وثمانين.
__________________
(١) كذا ورد في الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام (ص ٣٢٠).
(٢) هو المعتمد بن عباد ، صاحب إشبيلية. وقصته والمتوكل بن الأفطس مع ابن تاشفين الواردة هنا ، انظرها في وفيات الأعيان (ج ٥ ص ٤٨٥) والحلل الموشية (ص ٥١ ـ ٥٢) والبيان المغرب (ج ٤ ص ١٢٧ ، ١٤٣ ـ ١٤٤).
(٣) هو المتوكل بن الأفطس ، صاحب بطليوس. (٤) هو الراضي يزيد ابن المعتمد بن عباد.