في الإعفاء : [الطويل]
وما نلت من شغل المواريث رقعة |
|
سوى شرح نعش كلّما مات ميّت |
وأكتب للأموات صكّا كأنهم |
|
يخاف عليهم في الجباب التّفلّت |
كأني لعزرائيل صرت مناقضا |
|
بما هو يمحو كلّ يوم وأثبت |
وقال : فاستظرفها الرئيس أبو عثمان بن حكم وأعفاه.
مولده : في أواخر أربعة وسبعين وستمائة.
وفاته : قال في العائد : ومضى لسبيله ، شهابا من شهب هذا الأفق ، وبقيّة من بقايا حلبة السّبق ، رحمه الله ، في ليلة السبت الثاني من شهر شعبان المكرم عام سبعة وأربعين وسبعمائة ، وتخلّف وقرا لم يشتمل على شيء من الكتب ، لإيثاره اقتناء النّقدين ، وعيّن جراية لمن يتلو كتاب الله على قبره على حدّ من التّعزرة والمحافظة على الإتقان. ودفن بباب إلبيرة في دار اتخذها لذلك.
محمد بن أحمد بن قطبة الدّوسي (١)
من أهل غرناطة ، يكنى أبا القاسم.
حاله : مجموع خلال بارعة ، وأوصاف كاملة ، حسن الخطّ ، ذاكر للتاريخ والأخبار ، مستول على خصال حميدة من حسن رواء وسلامة صدر ، إلى نزاهة الهمّة ، وإرسال السّجية ، والبعد عن المصانعة ، والتحلّي بالوقار والحشمة ، شاعر ، كاتب. ومناقبه يقصر عنها الكثير من أبناء جنسه ، كالفروسيّة ، والتجنّد ، والبسالة ، والرّماية ، والسّباحة ، والشطرنج ، متحمّد بحمل القنا ، مع البراعة ، مديم على المروءة ، مواس للمحاويج من معارفه. ارتسم في الديوان فظهر غناؤه ، وانتقل إلى الكتابة ، معزّزة بالخطط النّبيهة العلمية ، وحاله الموصوفة متّصلة إلى هذا العهد ، وهو معدود من حسنات قطره.
__________________
ـ أحسن قيام ، وهادن الأعداء ، وطالت مدته في ذلك ، وحسنت سيرته إلى أن مات سنة ٦٨٠ ه. ترجمته في بغية الوعاة (ص ٢٥٥) واختصار القدح المعلى (ص ٢٨) والمغرب (ج ٢ ص ٤٦٩) والحلة السيراء (ج ٢ ص ٣١٨) وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢٧٤) والذيل والتكملة (ج ٤ ص ٢٨) والروض المعطار (ص ٥٤٩ ، مادة : منورقة).
(١) ترجم ابن الخطيب في الكتيبة الكامنة (ص ٢٨٩) لرجل قد يكون هو نفسه المترجم له ، تحت عنوان : «الكاتب أبو القاسم محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن قطبة الهرميسي» وقال إن ابن قطبة كتب له قصيدتين ، الأولى لامية ساكنة والثانية يائية ، وهذا ما ينطبق على المترجم له هنا في الإحاطة.