ومنها بعد كثير :
ومنكم ذوو التّيجان والهمم التي |
|
أناف على أعلى السّماكين أدناها |
إذا غاب منهم مالك قام مالك |
|
فجدّد (١) للبيت المقدّس علياها |
بناها على التقوى وأسّس بيتها |
|
أبو يوسف الزّاكي وسيّر مبناها |
وأورثها عثمن خير خليفة |
|
وأحلم من ساس الأنام وأنداها |
وقام عليّ بعده خير مالك |
|
وخير إمام في الورى راقب الله |
علي بن عمر بن يعقوب ذو العلا |
|
مذيق الأعادي حيثما سار بلواها |
أدام الله وأعطى الخلافة وقتها |
|
ونوّر أحلاك الخطوب وجلّاها |
ووصلني كتاب منه مؤرخ في التاسع عشر من شهر شعبان المكرم من عام أربعة وستين وسبعمائة ، جدّد عهدي من شعره بما نصّه : [الطويل]
رحلنا فشرّقنا وراحوا فغرّبوا |
|
ففاضت لروعات الفراق عيون |
فيا أدمعي منهلّة إثر بينهم |
|
كأنّ جفوني بالدموع عيون |
فيا معهدا قد بنت عنه مكلّفا |
|
بديلي منه أنّة وحنين |
سقتك غوادي المزن كرّ عشيّة |
|
ودادك محلول النطاق هتون |
فإن تكن الأيام لم تقض بيننا |
|
بوصل فما يقضى فسوف يكون |
يعزّ علينا أن نفارق ربعكم |
|
وأنّا على أيدي الخطوب نهون |
ولو بلّغتني العير عنكم رسالة |
|
وساعد دهر باللّقاء ضنين |
لكنّا على ما تعلمون من الهوى |
|
ولكن لأحداث الزمان فنون |
__________________
(١) في الأصل : «مجدّد» وكذا ينكسر الوزن.