وفي كلّ تصحيف وعضو بذاته |
|
اختلاج وفي التّقويم مجلى لرؤية |
وفي خضرة الكمّون تزجي شرابه |
|
مواعيد عرقوب على إثر صفرة |
وفي شجر قد خوّفت قطع أصلها |
|
فبان بها حمل لأقرب مدّة |
وفي النّخل في تلقيحه واعتبر بما |
|
أتى فيه عن غير البريّة واسكت |
وفي الطابع السّبتي في الأحرف التي |
|
يبيّن منها النّظم كلّ خفية |
وفي صنعة الطّلسم والكيمياء وال |
|
كنوز وتغوير المياه المعينة |
وفي حرز أقسام المؤدّب محرز |
|
وحزب أصيل الشّاذليّ وبكرة |
وفي سيمياء الحاتميّ ومذهب اب |
|
ن سبعين إذ يعزى إلى شرّ بدعة |
وفي المثل الأولى وفي النّحل الألى |
|
بها أوهموا لمّا تساموا بسنّة |
وفي كل ما في الكون من عجب وما |
|
حوى الكون إلّا ناطقا بعجيبة |
فلا سرّ إلّا وهو فيه سريرة |
|
ولا جهر إلّا وهو فيه كحلية |
سل الذّكر عن أنصاف أصناف ما ابتنى |
|
عليه الكلام من حروف سليمة |
وعن وضعها في بعضها وبلوغ ما |
|
أتت فيه أمضى عدّها وتثبّت |
فلا بدّ من رمز الكنوز لذي الحجا |
|
ولا ظلم إلّا ظلم صاحب حكمة |
ولو لا سلام ساق للأمن خيفتي |
|
لعاجل مسّ البرد خوفي لميتتي |
ولو لم تداركني ولكن بعطفها |
|
درجت رجائي أن نعتني خيبتي |
ولو لم تؤانسني عنّا قبل لم ولم |
|
قضى العتب منّي بغية بعد وحشتي |
ونعم أقامت أمر ملكي بشكرها |
|
كما هوّنت بالصبر كلّ بليّة |
ومن فصل الاعتقال (١) : [الطويل]
سرت بفؤادي إذ سرت فيه نظرتي |
|
وسارت ولم تثن العنان بعطفة |
وذلك لما أطلع الشمس في الدّجى |
|
محيّا ابنة الحيّين في خير ليلة |
يمانيّة لو أنجدت حين أنجدت (٢) |
|
لما أبصرت عيناك حيّا كميّت |
لأصحمة (٣) في نصحها قدم بنى |
|
لكلّ نجاشيّ بها حصن ذمّة |
ألمّت فحطّت رحلها ثم لم يكن |
|
سوى وقفة التّوديع حتى استقلّت |
__________________
(١) القصيدة في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣١٣ ـ ٣١٥).
(٢) أنجدت الأولى : من النجدة. وأنجدت الثانية : دخلت نجدا. لسان العرب (نجد).
(٣) أصحمة : هو نجاشي الحبشة ، الذي استقبل بالحبشة مهاجري المسلمين وأحسن معاملاتهم ، ولمّا توفّي صلّى عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب.