ورد عنه عليهالسلام «أن في مسجدي لبقعة قبيل هذه الاسطوانة يعني الثالثة من المنبر والقبر وتسمى أسطوان القرعة لو يعلم الناس ما صلوا إليها ، إلا أن تطير لهم قرعة.
قيل : والدعاء عندها مستجاب كذا في الجواهر.
مسألة : ورد انه عليهالسلام قال «ما بين حجرتي ومنبري روضة من رياض الجنة» (١) قال الخطابي معناه من لزم طاعة الله في هذه البقعة آلت به الحال إلى روضة من رياض الجنة يوم القيامة.
وقال غيره : يجوز أن يكون هذا الموضع بعينه روضة من رياض الجنة يوم القيامة وقال آخر كانت الصحابة رضي الله تعالى عنهم تقتبس العلم من النبي صلّى الله تعالى وسلم عليه في ذلك الموضع وهو مثل الروضة ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر» (٢).
دقيقة قال في المواهب : واعلم أن أعظم نعيم في الجنة وأكمله التمتع بالنظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى ورسوله صلّى الله وسلم عليه وقرت العين بالقرب من الله تعالى ورسوله مع الفوز بكرامة الرضوان التي [هي](٣) أعظم من الجنان كما قال تعالى (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) [التوبة : ٧٢] ولا ريب أن الأمر أجل مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال ولا سيما عند فوز المحبين في روضة الانس وحضيرة القدس بتحية محبوبهم الذي هو غاية مطلوبهم فأي نعيم يداني تلك المحبة ولذتها وقرة العين بها وبهجتها ، وهل فوق نعيم قرة العين بمحبة الله تعالى ورسوله نعيم. فلا شيء أجل من حضرة يجتمع فيها المحب بأحبابه في مشهد مشاهد الإكرام والعز المقيم حيث يتجلى الحق جل جلاله «ويقول سلام عليكم عبادي ومرحبّا بكم أهل ودادي أنتم [المؤمنون
__________________
(١) متفق عليه : أخرجه البخاري في فضائل المدينة (٤ / ١١٩) ـ الحديث (١٨٨٨). ومسلم في الحج (٢ / ١٠١١) ـ الحديث (٥٠٢ / ١٣٩١). والترمذي في فضل المدينة (٥ / ٧١٨) ـ الحديث (٣٩١٥). والإمام مالك في الموطأ في القبلة (١٩٧١١) ـ الحديث (١١). والإمام أحمد في مسنده (٢ / ٣١٧) ـ الحديث (٧٢٤٢).
(٢) أخرجه الترمذي في الدعوات (٥ / ٥٣٢) ـ الحديث (٣٥١٠). وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت. والإمام أحمد في مسندهه (٣ / ١٨٥) ـ الحديث (١٢٥٣١).
والبيهقي في شعب الإيمان (١١ / ٣٩٨) ـ (٥٢٩). والطبراني في الكبير (١١ / ١٩٥) ـ الحديث (١١١٥٨) قال : وفيه من لم يسم. وعزاه الحافظ الهيثمي للطبراني في الكبير وقال فيه رجل لم يسم. انظر مجمع الزوائد للهيثمي (١ / ١٣١). واعلم أن مدار رواية الإمام أحمد والترمذي والبيهقي على محمد بن ثابت وهو ضعيف ويحتج بروايته. انظر تهذيب التهذيب (٩ / ٦٩) ـ (٦٠١١).
(٣) سقط من أ.