شيئّا وجده ، ويقول مشايخ العراق من وجد شيئّا طلبه وشيخ الإسلام من مشايخ خراسان يقول النزاع لفظي والمآل واحد سواء ضربت الزجاج على الحجر أو الحجر على الزجاج. وأنا مع العراقيين [ومآل الأقوال](١) يرجع إلى ما نحن فيه من الوجدان [البسيط السري](٢) والمركب التفضيلي ويتعلق بهذا الباب.
ما نقل عن بعض المحققين انه قال كل شيء إذا طلبته وجدته إلا الحق سبحانه وتعالى فإن وجده سابقه لطلبه وكان يقال ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ، وجاء في الخبر أن سيدنا موسى عليهالسلام قال : «يا رب أبعيد أنت فأناجيك أم قريب فأناديك» فسمع الله تعالى يقول «أينما قصدتني وجدتني» ويشير إلى الذوق الموسوي قوله تعالى (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) [البقرة : ١١٥] وما أعذب ما قال :
كما ذا تموه بالشعبين والعلم |
|
والأمر أوضح من نار على علم |
أراك تسأل عن نجد وأنت بها |
|
وعن تهامة هذا فعل متهم |
وأقول كما قال :
إن كانت الأعضاء خالفت الذي |
|
أمرت به من سالف الأزمان |
فسلوا الفؤاد عن الذي أودعتم |
|
فيه من التوحيد والإيمان |
تجدوه قد أدى الأمانة منهما |
|
فهبوا له ما زل في الأركان |
وما أرجى ما قال :
عصيت فقل لي كيف ألقى محمدّا |
|
ووجهي بأثواب المعاصي مبرقع |
عسى الله من أجل الحبيب وقربه |
|
يداركني بالعفو فالفضل أوسع |
فائدة : عن ابن [الجوزي](٣) قال : قحط أهل المدينة قحطّا شديدّا. فشكوا ذلك إلى عائشة رضياللهعنها فقالت «انظروا إلى قبر النبي صلّى الله تعالى وسلم عليه فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبينها سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق انتهى. فالكوة التي في القبة الشريفة هذا أصلها وسنة أهل المدينة اليوم في مثل ذلك. فتح باب المواجهة من المقصورة المحيطة بالجهة المعطرة والاجتماع هنالك للدعاء والاستغاثة [فائدة](٤)(٥)
__________________
(١) في ب [ومالي إلا أقول].
(٢) في ب تقديم وتأخير.
(٣) في ب [الجوهرزي].
(٤) في ب [مسألة].
(٥) الفائدة : لغة : ما استفيد من علم أو مال.
انظر القاموس المحيط للفيروزآبادي (١ / ٣٢٥). واصطلاحا : المسئلة المرتبة على الفعل من حيث هي كذلك ، وعرفت بأنهل كل نافع ديني أو دنيوي. أنظر / السبع كتب مفيدة لعلوي السقاني (ص ٦٣١).