الآمنون](١) لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ، هاذي يدي مبسوطة عليكم وأنا ربكم أنظر إليكم فيقولون ربنا حاجتنا إليك النظر إلى وجهك الكريم والرضى عنا فيرفع الحجاب ويتجلى الحق جل جلاله فيخرون سجدّا فيقول الله تبارك وتعالى قد رضيت عنكم فلا أسخط عليكم أبدّا» (٢) فما أحلاها من كلمة وما ألذها من بشرى. فيقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور [(الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)](٣) [فاطر : ٣٤ ـ ٣٥] [والله أعلم](٤).
مسئلة : ليس في الجنة عبادة إلا الحمد والشكر والتسبيح والتهليل عن غير تكليف وإلزام وإنما هو من تيسير الإلهام (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الزمر : ٧٤].
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله |
|
على نعم ما كنت قط لها أهلا |
إذا ازددت تقصيرّا تردني تفضلا |
|
كأني بالتقصير استوجب الفضلا |
وقال آخر :
لك الحمد يا الله في كل حالة |
|
ومن جملة الآلاء قولي لك الحمد |
فلا حمد إلا أن تمن بقوة |
|
تعاليت لا يقوى على حمدك العبد |
وقال غيره :
إذا كان شكري أنعم الله نعمة |
|
على أنه من مثلها يجب الشكر |
فكيف يكون الشكر إلا بفضله |
|
وإن طالت الأيام واتسع العمر |
مسئلة : قدم النبي صلّى الله تعالى وسلم عليه المدينة المنورة ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول (٥) فاستقبله زها خمسمائة من الأنصار فما
__________________
(١) في ب تقديم وتأخير.
(٢) بنحوه أخرجه : مسلم في الإيمان (١ / ١٦٣) ـ الحديث (٢٩٧). والترمذي في صفة الجنة (٤ / ٦٨٧) ـ الحديث (٢٥٥٢). وابن ماجه في المقدمة (١ / ١٦٧) ـ الحديث (١٨٧). والإمام أحمد في مسنده (٦ / ١٩) ـ الحديث (٢٣٩٨١).
وأخرجه البخاري عن أبي سعيد مرفوعا [يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا]. (٨ / ٥٣١) ـ الحديث (٤٩١٩). وأخرجه البخاري عن أبي هريرة مطولا في التوحيد (١٣ / ٤٣٠) ـ الحديث (٧٤٣٧).
(٣) سقط من ب.
(٤) سقط من أ.
(٥) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢ / ٥١١).