«ما من مسلم يسلم [علي](١) في شرق ولا غرب إلا انا وملائكة ربي ترد عليهالسلام» (٢) فقيل له فما بال أهل المدينة فقال : وما يقال لكريم من جيرانه وجيرته ، إن مما أمر به من حفظ الجوار حفظ الجار.
وقال بعضهم : تأكدت وصيته صلّى الله تعالى عليه وسلم بقوله «حقيق على أمتي حفظ جيراني». وقوله «لا يزال جبريل يوصيني بالجار» (٣)(٤) ، ولم يخص جارّا دون جار وفهم منه أن سكان بلده قريبهم وبعيدهم حاضرهم وغائبهم. مليهم وعاجزهم ، على حد السواء في استحقاق الرعاية من حيث الجوار ، وإنما التفاضل بالتقوى وحسن الأدب ، فنسأل الله تعالى كما من علينا بنعمة الإسلام ، وخصنا بجوار نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام. أن يوفقنا سلوك [الأدب](٥) في هذا المقام وأن يرزقنا والمسلمين شفاعته في يوم الزحام وان [يلهم](٦) من ولي شيئّا من أمورنا الرفق بنا وحسن القيام.
__________________
ـ وسلم ـ بسوء اضمحل أمره كما يضمحل الرصاص في النار ، فيكون في اللفظ تقديم وتأخير ، ويؤيده قوله «أوذب الملح في الماء» ، ويحتمل أن يكون المراد لمن أرادها بسوء وأنه لا يمهل بل يذهب سلطانه عن قرب كما وقع لمسلم بن عقبة وغيره فإنه عوجل عن قرب وكذلك الذي أرسله. قال : ويحتمل أن يكون المراد من كادها اغتيالا وطلبا لغرتها في غفلة فلا يتم له أمر ، بخلاف من أتى جهارا كما استباحها مسلم بن عقبة وغيره. انظر / فتح الباري (٤ / ١١٢ ـ ١١٣).
(١) سقط من «ب».
(٢) ضعيف جدّا : أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٦ / ٣٤٩) وفيه عبيد الله بن محمد العمري اتهمه الذهبي بالوضع. انظر / ضعيفة الألباني (١ / ٣٧١) ـ (٥).
(٣) اسم الجار يشمل المسلم ، والكافر ، والعابد ، والفاسق ، والصديق ، والعدو ، والغريب ، والبلدي ، والنافع ، والضار ، والغريب ، والأجنبي والأقرب دارّا والأبعد ، وله مراتب بعضها أعلى من بعض ، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأول كلها ثم أكثرها وهلم جرّا إلى الواحد وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى كذلك فيعطي كل حقه بحسب حاله ، وقد تتعارض صفتان فأكثر فيرجح أو يساوي. انظر / فتح الباري (١٠ / ٤٥٦).
(٤) متفق عليه : أخرجه البخاري في الأدب (١٠ / ٤٥٥) ـ الحديث (٦٠١٥) ـ ومسلم في البر والصلة (٤ / ٢٠٢٥) ـ الحديث ١٤ / ٢٦٢٤ وأبو داود في الأدب (٤ / ٣٤٠ ـ ٣٤١) ـ الحديث (٥١٥١). والترمذي في البر والصلة (٤ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣) ـ الحديث (١٩٤٢) ـ وابن ماجه في الأدب (٢ / ١٢١١) ـ الحديث (٣٦٧٣) ـ والإمام أحمد في مسنده (٦ / ٢٠٩) ـ الحديث (٢٥٥٩٤).
(٥) سقط من «أ».
(٦) في ب [يراهم].