(ومجالس فيها على سكينة |
|
ومذاكرات معاشر الحفاظ) (١) |
وقال الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي ـ (قدس الله تعالى سره العزيز) (٢) ـ.
العلم أشرف ما أوتيت من منح |
|
والكشف أعظم منهاجّا وأوضحه |
فإن سألت إله الخلق مسألة |
|
فاسأله كشفّا فإن الله يمنحه |
وقال غيره :
العلم من طي الدفاتر فاتر |
|
والعلم من نشر الدروس دريس |
ما العلم إلا ما أتاك ولم يكن |
|
يدريه لا ملك ولا إبليس |
وإذا كان الليل توقد الشموع وتقام صلاة التراويح بإمام حنفي وآخر شافعي في المحرابين على سبيل التناوب ، فيختم كل منهما الكتاب العزيز في صلاة التراويح ويكون ختم الحنفي في ليلة التاسع والعشرين والشافعي في ليلة السابع والعشرين ويكون لذلك الختم مجمع (٣) عظيم ومهيع كريم ، وكل يجد منه بحسب حاله وبالجملة فلا يخلو أحد من إحسان هذا النبي الكريم ونواله (٤).
على قدرك الصهباء تعطيك نشوة |
|
ولست على قدر السلاف تصاب |
ولو أنها أعطتك يومّا يقدرها |
|
لضاقت بك الأكوان (٥) وهي رحاب |
وما أصدق ما قال :
كريم يهاب الدهر حرمة جاره |
|
وما أحد في المحل عن رفده ردا (٦) |
هو الشمس لكن أرمدتنا يد الهوى |
|
وكيف ترى شمس الضحى مقلة رمدا |
وأما الزوايا فإن أهلها بعد صلاة الجماعة يوقدون فيها القناديل والشموع ويقرأ حادي قافية من الوترية وهي قصائد مخمسة مرتبة على حروف المعجم تشتمل على مدح النبي صلى الله تعالى وسلم عليه وكلما قرأ بيتّا منها بالألحان المصوغة المصنوعة قابله الجماعة بالصلاة على النبي بنغمة شجية تهتز لها الأعطاف ثم يصنع كذلك حادي اليسار فيقرأ بيتّا من الطرائفية وهي قصائد تعارض الوترية إلا أن بعضها غزل وبعضها مدح ، فلا يزالون كذلك إلى وقت السحر ثم إنهم ينشدون ويعملون الموشحات والأذكار اليمانية ويختمون فيحصل بذلك رفق بالسامعين والمنفردين الذين لا أهل لهم ولا أنيس وفي اليوم السابع عشر من شهر رمضان يذهب المجاورون بالمدينة إلى مسجد قباء يزعمون
__________________
(١) هذا البيت سقط من ب.
(٢) زائدة في ب.
(٣) في ب [مجموع].
(٤) في ب [ونواله العظيم].
(٥) في ب [بها].
(٦) في ب [ربا].