أن الاتيان إليه في هذا اليوم بخصوصه والصلاة فيه سنة ويذهب كثير من أهل المدينة معهم في ذلك اليوم للزيارة بمقتضى داعية الجمعية وتوقد قناديل المنابر من دخول وقت المغرب إلى طلوع الفجر الصادق اعلامّا بالوقتين لمن كان في أطراف المدينة ومن لم يسمع الأذان والمنابر بها تسع منها خمس بالمسجد النبوي وأربع خارج السور.
تهن بشهر شوال |
|
وعش مسموع أقوال |
ودم وابق لقصاد |
|
ووفاد وسؤال (١) |
شهر شوال المبارك أول يوم منه عيد الفطر يجتمع الناس فيه لصلاة العيد في المسجد النبوي ثم يذهبون إلى زيارة أهل بقيع الفرقد ثم يرجعون إلى أهاليهم وأصحابهم فيتزاورون إلى تمام اليوم الثالث وعلى ذكر العيد فما أحسن ما قال :
إن عيدّا بطيبة وصلاة |
|
بمصلى الرسول في يوم عيد |
نعم ضاق واسع الشكر عنها |
|
فهي بشرى لكل عيد سعيد |
كم تمنيتها فنلت التمني |
|
آخر لعمر من كان مكان بعيد |
وإذا كان في البقيع ضريحي |
|
وتوسدت طيب ذاك الصعيد |
فاشهدوا لي بكل خير وبشر |
|
عند ربي ومبدئي ومعيدي |
ولله در القائل :
قالوا غدّا العيد ما ذا أنت لابسه |
|
فقلت خلعة عبد قط ما جزعا |
فقر وصبر هما ثوبان تحتهما |
|
قلب يرى ربه الأعياد والجمعا |
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب بها |
|
يوم التزاور في الثوب الذي خلعا |
الدهر لي مأتم (٢) إن غبت يا أملي |
|
والعيد ما دمت لي مرائي ومستمعا |
وفي اليوم الثاني عشر منه يجتمع خدام الحرم النبوي ويذهبون إلى مسجد قباء ثم يتفرقون في البساتين فيقطعون قلوب النخل ليجعلوا منها المكانس التي يكنسون بها المسجد الشريف كما سيأتي فإذا كان وقت الأصيل نزلوا إلى المدينة مع حاشيتهم في موكب عظيم ويبرز أكثر الناس إلى وادي بطحان للتفرج على موكبهم في ذلك الميدان والتباشر بقدوم الحاج ثم إن الخدام من اليوم الثاني والعشرين منه إلى عاشر ذي القعدة الحرام يجتمعون في صفة الخدام مع المنشدين فيجعلون فصلا من الموشحات والأذكار اليمانية والإنشادات التي أنفاسها رحمانية وصغار الخدام حول الصفة يصنعون المكانس ويقذفون الطيب على من يحضرهم من الخاصة والعامة.
__________________
(١) هذا البيت سقط من ب.
(٢) في ب [الدهر مأتم لي].