ثم سافروا بعد نصف ساعة ووصلوا إلى مدينة مرسيليا (١) بعد ست ساعات.
وكان رجال الدولة هناك قد بلغهم خبر قدوم سعادته فخرجوا إلى لقائه بفرقة من العساكر الخيالة ، وأحاطوا بسعادته إحاطة الهالة بالقمر ، والأكمام بالزهر والثمر. ثم ركبوا المركبات المعدّة لهم ، وساروا قاصدين المنزل المهيأ لهم ، والعساكر الخيالة مكتنفة (٢) بهم من خلف ومن قدام. وكانت الدولة الفرنساوية قد أقامت موسيو (٣) سفريه ترجمانا لسعادة السلطان ، فرافقه إلى مرسيليا.
ولما وصلوا إلى الدار ، وارتاحوا من تعب السفر تواردت أرباب الدولة وأعيان المدينة ، وسلّموا على سعادته ، ورحّبوا بقدومه الشريف.
ولما كان نهار الأربعاء ٢٤ جمادى الثانية (٢٩ جولاي) حضر أرباب الدولة إلى سعادته ، وطلبوا إليه أن يخرج في صحبتهم ليفرّجوه على ما في مدينتهم من التحف ، فأجاب السيد طلبتهم ، وخرج ، فساروا به إلى معمل السكر ، وفرّجوه على طريقة تحليل السكر ، واستقطاره ، وتصفيته ، وسبكه قوالب ، وتقطيعه قطعا صغارا. وكل ذلك بواسطة الآلات البخارية.
ثم ساروا به من هناك إلى محل المراكب ، وفرّجوه عليها.
ثم رجعوا بسعادته إلى المنزل.
__________________
(١) مدينة تقع على البحر المتوسط جنوبي فرنسا ، ثاني أكبر مدينة ، وأول مدينة تجارية. فصل :
١١٦١ / ٢ : Marseille : P.R
(٢) ب : محيطة
(٣) رسم عربي للكلمة الفرنسية : Monsieur وهي تعني السيد