" ثم لا يخفى على ذوي الألباب أن نطاق التجارة قد اتسع غاية الاتساع منذ عني السيد ـ أعزه الله ـ بتحرير الرّقيق وإبطال تجارتهم من بلاده. والدليل على ذلك واضح : فان بلد لاغوس (١) لم يكن فيها تجارة أصلا لمّا كان النخّاسون يتردّدون إليها بالرقيق. ومن بعد إبطال تجارة الرقيق صار يدخل إليها ويخرج منها أموال بقيمة مليون ليرة كل سنة".
انتهى ملخصا.
فلمّا اطّلع السيد برغش على فحوى هذا الخطاب كتب في جوابه رقعة بالعربي ثم ترجمها جرجس باجر الفقيه إلى اللغة الإنكليزية ، وعرض على العمدة المذكورة أمر سعادته. ولمّا كان جواب سعادة السلطان غير حاضر لدينا في أصله العربي ، اقتصرنا على ترجمته من الإنكليزى إلى العربي ، وأثبتناه في هذا الباب وهذا ملخصه :
" أيها السادات العمدة الكرام قد سررنا غاية السرور بالعرض الذي قدمتموه لنا وبترحابكم بوصولنا إلى بلادكم السعيدة ، فنسأل الحق ـ سبحانه وتعالى ـ أن يسبغ عليكم وعلى جميع المحسنين إنعامه ويجزل ثوابكم".
" وأمّا نحن فلا يخفى علينا سعيكم الحسن وغيرتكم في إصلاح شأن الرّقيق الذين قد سعينا في تحريرهم ، ومازلنا نسعى جهدنا بعونه تعالى. أما تقديمكم الشكران لنا على مساعدتنا المرسلين في بلادنا فهو حسناتكم الجميلة ، فإنّ ما فعلناه ، إلى الآن ، وما سوف نفعله في المستقبل بعونه تعالى ، فهو لوجه الله الكريم ، وعسى يكون ذلك حسنة عند (٢) الله جل جلاله ، وعمّ نواله ، وهو حسبنا ، ونعم الوكيل.
حرّر في محروسة لندن في ٢٦ جون ١٨٧٥
__________________
(١) مقاطعة مساحتها ٣٥٣٥ كلم مربع حكمتها بريطانيا تحت اسم : مستعمرة لاقوس ، ثم ألحقت بنيجيريا. فصل : ١٠١ / ٧ : Lagos : N.E.B
(٢) أ : في عين الله